في القرنين الثالث والرابع الهجريين عاش عالم الحديث الكبير سليمان بن أحمد الطبراني فهو من مواليد (260هـ، ومات بعدها بمائة عام في 360هـ) وألف عشرات الكتب الصغيرة والكبيرة والمتوسطة، وجل مؤلفاته تدور في تخصصه الحديث النبوي الشريف إلا أن له كتابا بعنوان المعجم الأوسط بذل في تأليفه جهد كبيرا وأحبه أكثر من باقي كتبه، فبدأ يقول عن هذا الكتاب (هذا الكتاب روحي!).
ومن حقه أن يقول ذلك وأن يفضل أحد كتبه على باقي كتبه.
وهناك الكثير من المؤلفين أو الكتاب تجد أن لهم عملا ثقافيا يرتبط بهم وباسمهم فإذا ذكر هذا المثقف ذكر أحد كتبه معه.
لذلك أعتقد أنه من الجميل، بل والمطلوب أحيانا أن يركز المثقف على عمل أو مشروع ثقافي يعطيه من وقته وجهده ليكون مشروع العمر.
العمل الإبداعي الأغلى أو مشروع العمر أو روح المثقف هو نتاج خبرة السنين، والتعب الذهني، والقراءة في الكتب وجرد المطولات.