قرأت في عدد الجزيرة رقم 15311 في 4-11-1435هـ ما كتبه الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي تحت عنوان «الشورى اختيار أم انتخاب؟ ولماذا فضلت قيادتنا الأول: هل المهم الآلية أم الأهم حجم الإنجاز؟» وتعليقا عليه أقول إن انتخاب أعضاء مجلس الشورى بشفافية ونزاهة دليل على النضج الحضاري للمجتمع وقمة في الديمقراطية والعدالة، وهذا ما لم يصل إليه مجتمعنا بعد، والذي أخفق في أول تجربة ديمقراطية في انتخابات أعضاء المجالس البلدية التي سيطرت عليها القبلية والأسرية والفئوية والعنصرية والمصالح الشخصية.
ولا شك أن اختيار أعضاء مجلس الشورى من النخب الاجتماعية المثقفة والمتخصصة أفضل من انتخابهم في وضعنا الحالي، ولولا تدخل إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لما دخلت المرأة السعودية مجلس الشورى الحالي، ولما أعطيت حق دخول المجالس البلدية كعضوة وناخبة.
ومجتمعنا سائر في خطى حثيثة في طريق الثقافة الديمقراطية المستقبلية التي تغلب مصالح الوطن والمواطن على كل مصلحة، وتنتخب العضو لكفاءته وإخلاصه لوطنه ومواطنيه. وإلى أن تصل هذه الثقافة الديمقراطية يجب أن يمنح مجلس الشورى الحالي صلاحيات اتخاذ القرارات المستقبلية الملزمة للجهات التنفيذية سلباً وإيجاباً والتي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.