إن المتابع لما تشهده دول الشرق الأوسط من أحداث يرى أن هناك أيدي خفية وراءها تقوم بها بعض الدول النافذة لتحقيق مصالحها فالربيع العربي حتى الآن لم يغير في الأوضاع التي كانت سائدة أيام الحكام السابقين وربما قاد إلى الأسوأ بسبب تقاعس الدول الكبرى وتناقضاتها فالمشهد السوري خير شاهد على ذلك حيث تعمدت بعدم التفاعل معه بشكل سريع مما أسهم في خلط الأوراق وتهيئة مناخ لتكوين منظمات إرهابية مثل داعش وحزب الله وخلافهما وهذا يؤكد أنها لعبة سياسية تهدف إلى حماية أمن إسرائيل قبل كل شيء وذريعة للقضاء على المسلمين ولاسيما السنة فموضوع النووي الإيراني أثبت ذلك بالرغم من مماطلة إيران في تنفيذ ما طلب منها من اتفاقات مع الدول المعنية بالملف النووي والتي تغاضت عن تدخل حزب الله في سوريا الذي تدعمه إيران بالمال والسلاح والخبراء وهو حزب طائفي دموي لا يختلف عن توجهات داعش الإرهابية وهما وجهان لعملة واحدة فإذا كانت الدول الغربية جادة في القضاء على داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى لابد أن يكون حزب الله من بين هذه التنظيمات لأنه هو الذي أسهم في قلب المعادلة في المشهد السوري من خلال مناصرته له أيضاً تدخلاته السافرة في دول الخليج في السعودية والبحرين والكويت إضافة إلى محاولة بسط هيمنته على الحكومة اللبنانية وشق تكوينات المجتمع اللبناني سواء كانوا مسيحيين أو سنة أو طوائف أخرى وهو ينمو يوماً بعد يوم لتنفيذ المخططات الإيرانية فأمين حزبه حسن نصر الله يعلن في كل خطبه وتصريحاته أن مرجعيته الولي الفقيه في إيران وهذه رسالة واضحة لا تحتاج إلى تفسيرات وهي تكريس الطائفية في المجتمع العربي والإسلامي وهذا لا يتم إلا من خلال الحروب الأهلية والإقليمية التي يسعى إليها جاهداً حزب الله وربيبته إيران والحكومات الغربية تقف الموقف المتفرج على الوضع في سوريا مما جعل الشعب السوري يقع ضحية لهذه التنظيمات التي وفدت إليه من كل مكان لتنفيذ مخططاتها ومن بينها حزب الله الطائفي فلهذا لابد من الدول الغربية ولاسيما الأعضاء في مجلس الأمن وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية من مراجعة حساباتها وذلك بتقييم الوضع في سوريا واجتثاث التنظيمات الإرهابية ومن بينها حزب الله لأنها هي السبب في الفوضى التي أثرت على التغيير الذي يتطلع إليه الشعب السوري وهو إسقاط نظام بشار الأسد الطائفي. والله من وراء القصد ...