الإنسان بطبيعته يرى نفسه قادرا على كل شيء وأنه واسع الفكر عظيم الرأي.. وهذه طبيعة النفس البشرية ليس فيها جدال.
الجدير بالذكر أن الأمور لا تؤخذ إلا بعلم ومعرفة ودراية كافية.. ولكن إن خالط الجاهل جهله بنفسه وبالأمور فاغتر بجنون فكره وحماقة تفكيره.. فهذه كارثة.
يقول الأديب العراقي جميل شيخو:
كثيرا ما يتستر الجهل بالعلم والحماقة بالحكمة.. ويتستر كل شيء بضده. «انتهى»
التستر بالعلم رغم الجهالة هي أشقى لصاحبها.
فالجاهل البسيط يعلم أنه جاهل، ولا يزعم أو يظن لنفسه أنه عالم، بخلاف صاحب الجهل المركب فإنه مع جهله يظن أنه عالم، فجهله مركب من جهلين: الجهل بالشيء، والجهل بأنه جاهل به.
قال حمار الحكيم يوماً *** لو أنصف الدهر كنت أركب لأنني جاهل بسيط *** وصاحبي جاهل مركب.
وقيل أيضا:
العلم يرفع بيتا لا عماد له *** والجهل يهدم بيت العز والكرم
أما الحماقة:
لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها
فعلى ما يبدو أن الحماقة ورعونة التفكير هي من الأمور الملفتة عند بعض الناس.. فالأحمق كثير الحيرة كثير الجدل كثير السفه والجهل بالأمور والإفتاء بها.. وقيل أكثر ما يرتكب الحماقات هن النساء.
ففي مجتمعنا.. كثيرا ما تجد المتصيدين للأخطاء، والباحثين عن الجدل فيما لا يفيد ولا ينفع، وستجد التخريف في الكلام!، عدا الانتقادات بين النقاد والأحزاب الفكرية والسياسة والاجتماعية على سبيل المثال!
وتجد مطلقي الأحكام والتعليقات دون وعي وفكر وكأن الأمر يأتي بسهل!
لذا فإن أقبح الأمور هي أن تكون كل الأحكام والأفكار والتعليقات عن غير معرفة ودراية.
فهذا يعني أننا ما زلنا مقيدين بأغلال الحماقة والجهل.