في اليوم الثاني من أيام ملتقى (وطننا أمانة) والذي يقام حالياً في حوطة سدير والذي تقوم عليه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمركز، تابع الملتقى مناشطه التوجيهية من خلال عدة برامج وفعاليات من أهمها الندوات والجلسات الحوارية والأمسيات الشعرية، كما صاحب الملتقى معرض شاركت فيه العديد من الجهات الحكومية في حوطة سدير، منها الهلال الأحمر السعودي والمرور، وإدارة مكافحة المخدرات بمنطقة الرياض، والمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات.
وقد احتوى اليوم الثاني من أيام ملتقى (وطننا أمانة) على جلسة حوارية بعنوان (الأوطان لا تقدر بالأثمان)، تحدث فيها سعادة رئيس النادي الأدبي بالقصيم الدكتور حسن بن فهد الهويمل وأدار الجلسة سعادة أستاذ كلية التربية بجامعة الملك سعود والمستشار بوزارة الاقتصاد والتخطيط الأستاذ الدكتور صالح بن عبدالعزيز النصار.
وقد تطرق خلالها الدكتور الهويمل لعدد من المحاور المهمة والتي أكد من خلالها أن الحديث عن الأوطان لا بد أن ينطلق من منطلقات شرعية وسياسية ومجتمعية، كما أشار إلى أن حضور فقه الواقع مهم في تصور قيمة الأوطان؛ حيث إن الإسلام أولى فقه الواقع اهتماماً بالغاً.
ثم أوضح سعادته أن التشبث بالولاء للوطن يزداد تأكيداً كلما ازدادت الفوضى في العالم بشكل عام، مبيناً أن المشكلات لا تنشأ من داخل المملكة بل من خارجها.
وأشار د. الهويمل إلى أهمية العناية بأفكار أبنائنا من كل الطوارق التي تصدر من المناوئين والمتربصين من أعداء الأمة، كما أوضح سعادته للحضور بأن أعداء الأمة والوطن يتحينون الفرص ليجروا المملكة في المستنقعات الدموية، منبهاً على أهمية مواجهة ذلك فكرياً وتربوياً. وقال: المواطن السويّ لا بد أن يكون له وطن حيث إن الوطن أمر محفور في الذاكرة، ولا يغيب إلا عن الذاكرة المعطوبة.
وفي ختام الجلسة ذكر مدير الجلسة د. صالح النصار جزءاً من كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التي ألقاها الشهر الماضي وجه بعدها بعض التساؤلات للضيف، ثم فتح المجال لمداخلات الجمهور، وقام فضيلة رئيس هيئة حوطة سدير الشيخ خالد الحميد بتسلم درع تذكاري للضيف وللمحاور، شاكراً لهما قبول الدعوة والمشاركة في هذا الملتقى الذي يخدم أبناء هذا الوطن.
كما احتوى اليوم الثاني على لقاء علمي بعنوان (لزوم جماعة المسلمين وإمامهم) استضيف فيه فضيلة مستشار معالي الرئيس العام د. محمد بن فهد الفريح، حيث أدار الحوار في هذا اللقاء فضيلة مدير مكتب الدعوة بحوطة سدير الشيخ محمد بن سليمان البريه، حيث رحب ابتداءً بالحضور، ثم تحدث فضيلة الدكتور الفريح في محاور اللقاء مبتدئاً بذكر الأدلة من الكتاب والسنة النبوية على وجوب لزوم جماعة المسلمين وآثار السلف في ذلك، مبيناً أن الالتفاف حول ولاة الأمر وعلماء هذه البلاد هو الواجب على كل من يريد النجاة واتباع سلف هذه الأمة ثم فتح بعد ذلك المجال لمداخلات الحضور.
كما أقيمت في الفترة الثالثة من اليوم الثاني للملتقى أمسية شعرية شارك فيها الشاعر راجح بن سالم العجمي والشاعر عبدالله بن محمد الخضيري، حيث ألقيا عدداً من القصائد الوطنية التي نالت استحسان الحضور، وقد حظي الملتقى بإقبال وتفاعل كبيرين من الزوار.
من جانبه قال الشيخ خالد الحميد رئيس مركز هيئة حوطة سدير: إن من توفيق الله أن جعل ولاية هذا الجهاز ورئاسته تحت مسؤولية وإشراف معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ - حرسه الله بعنايته ووفقه لكل خير - وشهادة أكتبها بعد أن أمضيت ما يقارب ربع قرن من العمل في حقل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه لم يتول علينا في الرئاسة كمعالي الشيخ د. عبد اللطيف - أعانه الله - من جهة إدارته وقوته وعزمه وحرصه على التوحيد وبلد التوحيد ومحاربة البدع وأهلها، ومن شواهد صدق ما ذكرت ما أقيم من ملتقيات وندوات في تعزيز الأمن الفكري ومحاربة الأفكار والمناهج الضالة في مناطق المملكة التي انتفع بها من حضرها من رجال الهيئة والحسبة، ولقد كنت ممن حضرها, ومن شواهد صدق ما أقول ما يقام في هذا الشهر شهر ذي القعدة ولمدة ثلاثة أيام من تاريخ 16 إلى 18 وهو ملتقى (وطننا أمانة) في حوطة سدير وكل هذه الجهود المبذولة من توفيق الله أولاً وآخراً وتحت توجيه معالي الرئيس العام - جزاه الله خيراً - فكم كنا بحاجة لمثله خاصة في هذا الوقت، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده على اختيار معاليه رئيساً عاماً للهيئات، وجزاهم المولى خيراً على كل ما بذلوه وما قدموه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.