تدريب منسوبي الهيئات.. أهداف تنموية ومعرفية

محمد بن عبدالله المباركي

يُعد التدريب من أهم دعائم البناء والتطوير للمؤسسات والأفراد، بل إنه من أهم المرتكزات الحضارية التي تصل بالأمم إلى تحقيق أهداف التنمية والمعرفة.

وإيماناً بذلك جاء الإعداد الصحيح والتنفيذ السليم للبرامج التدريبية، واتباع الأساليب الحديثة في العملية التدريبية التي تفي باحتياجات العاملين في جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأولويات في اهتمامات معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، فسعت إلى الوصول إلى أعلى مستويات العمل في مجالات الاحتياج التدريبي و تطوير النظم و بيئة العمل واعتماد الاستراتيجيات المناسبة لذلك عن طريق استغلال الخبرات التدريبية داخل وخارج الرئاسة في مجال الـتدريب، وتسعى استراتيجية التدريب في الرئاسة لتطوير موظفي الرئاسة والارتقاء بأداء العمل وذلك من خلال أحدث و أفضل الدورات و التقنيات التدريبية على أعلى مستويات الكفاءة.كما ركزت العملية التدريبية المعمول بها على المخرجات التدريبية المتوقعة من البرامج التخصصية للتدريب داخل الرئاسة وخارجها سواء الدورات التدريبية الإنسانية أو الإدارية والتخصصية.

وقد أسهمت خطةُ عام 1435هـ إلى إقامة 254 برنامجاً تخصصياً و84 برنامجاً عاماً و10 ورش عمل استهدفت أكثر من 7271 متدرباً مقسمةً على الجوانب التدريبية المختلفة كالبرامج الإدارية والإنسانية والتخصصية. كما قامت الرئاسة بتنفيذ خمسة برامج حكومية استفاد منها 1230 متدرباً.

واستطاعت الرئاسة أن تحقق في وقتٍ زمن يسير أعلى مقاييس النمو بقدرات الموظف، وذلك من خلال عدد من دورات تطوير الذات والتي كان من أهمها برامج السلوك الإنساني في الإدارة، وكذلك تنمية العلاقات الإنسانية في بيئة العمل ومهارات الحوار والتعامل مع الجمهور.

كما كان للدورات القيادية المتخصصة والدورات الإدارية والميدانية الأثر الكبير في تنمية وصقل مهارات العاملين، بما يسهم في إخراج بيئة عملية سليمة من الخلل بإذن الله.

وإنَّ من مفاخر الرئاسة التي كان لمعالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الدور الكبير في تحقيقها ومتابعتها أن تتبنى الرئاسة تصميم الحقائب التدريبية الخاصة بها والتي تلبي خصوصية الاحتياج لهذا الجهاز المبارك، فتم تصميم عددٍ كبير من الحقائب وفق أعلى المواصفات القيمية، مما جعل الرئاسة رائدةً في بناء المناهج التدريبية وتطويرها، وقد مرت هذه العملية بعدة مراحل كالتحليل والتصميم والتطوير ثم تملك الحقوق الفكرية الخاصة بها وقد اكتمل بفضل من الله (18) حقيبة تدريبية إضافةً إلى عدد من العروض المرئية قام على إعدادها نخبة من العاملين في الرئاسة العامة والأكاديميين من الجامعات وهي ترتكز على إكساب المتدربين المهارات اللازمة في الأساسيات المعرفية والشرعية والنظامية والميدانية والإدارية والتي تؤهل المتدرب لتطوير أداء عمله؛ كما أنها خضعت لتحكيم علمي وبإشراف مباشر من إدارة المناهج التدريبية التابعة للإدارة العامة للتطوير الإداري والإدارات ذات العلاقة بتخصص البرنامج التدريبي.

وإذا قلنا إن أهمية التدريب لا تنحصر في كونه الوسيلة الأساسية في ترقية العنصر البشري لمواكبة التغيرات في البيئة الداخلية والخارجية، وإنما تتعدى ذلك إلى تنمية وتحسين العلاقة الرابطة بين أعضاء أي جهاز أو مؤسسة ومن يُحيط به، لذا فقد دأبت الرئاسة على مراعاة ذلك من خلال إيجاد البرامج الخاصة في مهارات التعامل مع الجمهور، وكذلك برامج التنمية الأسرية للعاملين فيها.

وفي سياقٍ آخر، فإنَّ المساواة في العملية التدريبية من الأمور التي تعاني منها الكثير من المؤسسات وهو هاجسٌ يُقلق الكثير ممن يقومون على ملفات التدريب، ولقد كان توجيه معالي الرئيس العام - يحفظه الله - بالحرص على تحقيق هذا المبدأ السامي بين موظفي الجهاز دافعاً للحرص على تصميم وإنتاج برنامج «آفاق» للتدريب، والذي سيكون بعد توفيق الله لبنة العدل والانصاف في توزيع الحصص التدريبية، وفي السياق ذاته تم حفظ (2975) شهادة حضور للمتدربين عبر السجل الإلكتروني في البوابة الداخلية.

وفي الختام ،، فإنَّ هذه الجهود السبّاقة في مجال التدريب لم يكن لها أن ترى النور لولا الحرص الدائم والدؤوب من معالي الرئيس العام يحفظه الله إنفاذا لتوجيهات ولاة أمر هذه البلاد المباركة للرقي بموظفي الجهاز بما يخدم هذا الوطن المعطاء.

- مدير إدارة التدريب بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر