عندما أكون امرأة كبيرة في السن وأنا في سن الخامسة من عمري وأنت شيخ كبير في سن السابعة من عمرك !!
يؤلمك شيء ما في جسدك الصغير وتضطر للبكاء فتُخنق بكلمة (اسكت عيب أنت رجال)، أن أقع وأتألم وأنفجر باكية ردة فعل طبيعية، ولكن غير الطبيعي في هذا العمر أن أكون سيدة كبيرة وألزم الصمت وأنا في قمة ألمي يردد على مسامعي (عيب تبكين أنت حرمة كبيرة)، نضحك بصوت عال تُكتم ضحكاتنا بـ (إيش فيك مجنون أنت؟) حتى إنه اعتدنا عندما نكون في مزاجية عالية ونضحك ونطيل الضحك نتناقل بيننا تلك الجملة (الله يحسن العاقبة) وكأننا اعتدنا أن خلف فرحتنا وسعادتنا أزمة!!
أن تسجن شخصا وهو يملك حرية الرأي والفكر أهون من أن تسجن مشاعر داخل الشخص لايملك حق التفوه عما يجول داخله أو توصل لعقله الباطن أنه لايحق له حرية التعبير.
من تلك الترسبات العالقة من طفولتنا المؤلمة لنفسياتنا أصبح لدينا قابلية لأن نوقع الأذى بالآخرين عاطفياً لا إرادي وأحيانا لمن نحبهم كنوع من التنفيس!!
وهذا يحدث أحيانًا في علاقاتنا المقربة جداً بين الأزواج بين الآباء والأبناء بين الإخوة نتناول مفردات جداً مؤلمة مشاعرياً!! وهذا سبب للتنافر غير الطبيعي في العلاقات الآن!
فرق بين كتمان المشاعر بسبب ما اعتدت عليه وبين التحكم في المشاعر الذي هو ذكاء عاطفي.
التحكم في المشاعر هو احترام لمشاعرنا وقبولها مهما كانت ثم التفكير الصحي والواعي في كيفية التعامل معها مايحصل في أغلب مجتمعاتنا العربية بسبب ترسخات التربية الخاطئة والكبت يؤدي إلى تراكم المشاعر المكبوتة في اللاوعي على مدى طويل أوربما قصيرحسب طاقة الشخص قد تولد انفجار بشكل لاإرادي!!
لذا نحن بحاجة إلى مناهج في مدارسنا عن (تنمية مهارات التعبير عن المشاعر) لنتعايش مع بعض بأسلوب حياة طري ومنعش، فكم من زيجات انتهت بسبب قمع تلك المشاعر، وكم من علاقة أبناء مع الآباء أصبحت قاسية.
نحتاج في علاقاتنا الجرأة في التصريح عن مشاعرنا لبعض أن نتخلص من هذا (الشبح) الذي يقبع في داخلنا منذ زمن !!
كما أننا نحتاج أكثر أن نتعلم كيف نطلق الشعور الذي أثاره الجرح العاطفي القديم، فالكثير لديه مخزون لأحداث أليمة وقعت له وانتهت، فيظل يتجرع مراراتها طوال حياته ويقف عثرة في مواصلة حياته.
المشاعر السلبية عادةً تشوش التفكير وتوقفنا عند محطات علينا مغادرتها لنتعايش مع الآخر.
من الإيجابية في حياتنا ومصدر للسعادة في علاقاتنا أن يكون التعبير عن المشاعر أسلوب حياتي نتقنه ونعلمه كأن نعبر لصديق لقريب إعجابنا أو محبتنا له أن نخبر أحدهم أننا نقدر وجوده في حياتنا لما يمتلك من صفات رائعة.
عندما نتحدث لأحدهم ننظر إليه نظهر امتناننا له لمساعدته نبدي إعجابنا بتصرف بلبس برائحة عطر بطريقة تعامل بمهارة يتمتع بها سيكون أثره جدا إيجابيا على نفسك قبل الآخرين، هنا تعتاد على التقاط المزايا بدلا من التركيز على السلبيات هوالذكاء العاطفي مانحتاجه في علاقاتنا.