يحتفل المجتمع الدولي في الثامن من أيلول / سبتمبر من كل عام باليوم العالمي لمحو الأمية، الذي يصادف 13 من ذي القعدة لهذا العام، وتشارك المملكة هذا الاحتفال كل عام كون محو الأمية في المملكة مر بتطورات واضحة أولت من خلالها وزارة التربية والتعليم, تعليم الكبار ومحو الأمية عناية خاصة، وذلك رغبة في التعجيل بتخليص المملكة من الأمية في أقصر وقت، حيث سعت وزارة التربية والتعليم إلى إيجاد برامج غير نمطية خارج إطار التعليم النظامي تكون مساندة لبرامج تعليم الكبار والموازية للتعليم النظامي، بحيث تركز هذه البرامج على محو الأمية الأبجدية والحضارية، والتزود بالمهارات الحياتية اللازمة، ويأتي أبرزها برنامج مجتمع بلا أمية والذي جاء رغبة من الوزارة في تطوير العمل في مجال محو الأمية وخفض نسبتها إلى أدنى مستوى قبل نهاية الخطة الخمسية الثامنة، وبرنامج الحي المتعلم إذ يعد من الأساليب الفاعلة في محو الأمية الأبجدية والحضارية وهو برنامج تعليمي وتدريبي يستغرق تنفيذه (عام دراسي) ويهتم باكتساب مهارات علمية تسهم في دفع المتدربين والمتدربات نحو العمل المنتج بأسلوب جذاب وللبرنامج دور فاعل في تنمية الأحياء الفقيرة عن طريق الدعم والتدريب على بعض المهارات الحياتية والرفع من المستوى الثقافي والاقتصادي للمساهمة في النمو الاقتصادي والاجتماعي للأسرة والمجتمع، ويعد البرنامج نموذجاً جيداً لمراكز الأحياء .
كما تتضمن البرامج برنامج المدرسة الجاذبة وهو برنامج تربوي يسعى إلى القضاء على ظاهرة التسرب وذلك بإيجاد بيئة جاذبة للخروج من الأساليب النمطية المألوفة في التدريس بالاستفادة من طريقة الدمج المحوري بعد تطويعها لتعليم الكبار والكبيرات وتوظيف التقنيات الحديثة في عرض الدروس لتنمية مهارات التفكير الناقد لديهم.
ويأتي برنامج وزارة بلا أمية بهدف محو الأمية بين العاملين والعاملات في قطاعات الدولة المختلفة من وزارات ومصالح حكومية، إضافة إلى برامج الحملات الصيفية التي تستهدف القاطنين والقاطنات في الأماكن النائية من مناطق ومحافظات المملكة وتهدف إلى التوعية وفق العقيدة الإسلامية الصحيحة، وإكساب الدارسين والدارسات مهارات القراءة والكتابة والحساب، وتنمية الحس والانتماء الوطني، ونشر الوعي الثقافي والاجتماعي لدى الأميين والأميات.
وقد نجحت المملكة في خفض متوسط نسبة الأمية بين الذكور والإناث خلال تسع سنوات ( 2004 - 2013م ) بنسبة 61 % عما كانت عليه، حيث بلغت عام 2004م 17.74 % وانخفضت في عام 2013م إلى 6.81 % لجميع الفئات العمرية للذكور والإناث.
الجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم تبذل جهودا كبيرة لمحو الأمية، حيث بلغت أعداد الدارسين الذكور في البرامج والمراكز والمدارس المتوسطة والثانوية الليلية والحملات الصيفية لمحو الأمية للعام الدراسي 1434-1435هـ 139376 دارساً.