باشرت الجزائر مؤخراً في وساطة غير رسمية في الأزمة الليبية وذلك لقطع الطريق أمام أي تدخل عسكري أجنبي جديد على حدودها الشرقية. وأكدت مصادر إعلامية عربية متطابقة إن الجزائر سترعى في منتصف الشهر الجاري حواراً بين أطراف الأزمة الليبية بمشاركة ممثلين لأغلب الجماعات المتصارعة على الحكم في ليبيا، غير أنه من المستبعد مشاركة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وفي ذات السياق نقلت صحيفة جزائرية عن مصدر ليبي قوله إن رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين قدم شروطا للمشاركة في اجتماع الجزائر في مقدمتها إلغاء مجلس النواب قرار دعوة الأمم المتحدة للتدخل العاجل في ليبيا بحجة حماية المدنيين ومؤسسات الدولة، باعتباره قراراً يمس بالأمن القومي والسيادة.. بينما يستعد حكيم بلحاج مؤسس الجماعة الإسلامية المقاتلة ورئيس المجلس العسكري السابق لطرابلس لزيارة الجزائر، ما يؤكد وجود مساع لتحريك مسار المصالحة في ليبيا، فيما أعرب القيادي الإخواني علي الصلابي عن تأييده لوساطة جزائرية في النزاع الذي يهدد بتفكيك البلد.
ولم يؤكد الرسميون الجزائريون هذه الزيارات أو الوساطة لكن تم الترويج لمقترح جزائري لإطلاق حوار سياسي ليبي داخلي بمرافقة دول الجوار. ورجحت مصادر أخرى وجود دور تونسي في تحريك المسار التفاوضي الجديد وحصول السلطات الجزائرية على مباركة شركاء غربيين لها لتفضيل الخيار الدبلوماسي لحل النزاع.
وتسعى الدبلوماسية الجزائرية لاحتواء مخطط تدخل أجنبي في ليبيا تسوق له أطراف من داخل ليبيا ومن قوى إقليمية وضعت ثقلها لدى قوى عظمى لإقناعها بالتخلي عن خطط غزو جديدة، كما رفضت المشاركة في دعم عملية كرامة ليبيا التي يقودها اللواء حفتر، لتجنب فتح أزمة جديدة مع الليبيين.