سعادة الأستاذ محمد بن صالح العبدي الموقر
مدير تحرير الشؤون الرياضية بجريدة الجزيرة
أشير إلى رد الأخ سلطان المهوس على ما كتبته تحت عنوان (تحديد موقع جوهرة القصيم أمانة وليست أمنية). ولأن موقع الجوهرة قد حُسم، بحسب ما علمت من مصدر مطلع، فقد بات النقاش في الموضوع من الماضي؛ ولهذا لن أعلق على تعقيب الأخ سلطان المهوس، إضافة إلى حرصي على ألا تتساقط ملامح صورته التي احترمتها بفعل ما يسطره قلمه من حروف صادقة وشفافة، لم يعصف بها هوى مثل هذا الذي عصف به وهو يتحدث عن موقع جوهرة القصيم!
وإن كنت أعتب على الأخ سلطان انفعاله وتوتره، وهو الذي يرحب دائماً بالرأي والرأي الآخر، وأنصحه بحكم فارق السن بأن يحرص على انتقاء كلماته عند انفعاله بما يعكس شخصيته المحترمة بعيداً عن أمثال (اتهام أرده بصفعة) أو (فكرك عقيم) أو (عساك أن تفهم ما أعنيه) و(مندهش لعدم إلمامك) أو (ضعف استنتاجاتك إذا سلمنا أنك تستنتج).. وألا يعمد إلى تسطيح الرأي الآخر (نظرتك الفنية فريدة من نوعها).. فالتواضع محمود، وألا يضع في اعتباره رد فعل (الشلة).. (والله سكتة) (تعجبني أنت كذا??)!
وأقول لسلطان: لا تحاول أن تجعل ردودك على الآخرين مجالاً لاستعراض قوة تدفعك النفس الأمارة بالسوء لاستعراضها في غير مكانها، وأحسن الظن بالآخرين، فعندما أنصفتك وأثنيت على قلمك قلت عني (حاول التذاكي باستخدام العاطفة)، وتقول يا سلطان (تحاول جرّي إلى مستنقع).. سامحك الله، كيف تتصور أنني أحاول جر رجل أنيق مثلك إلى مستنقع؟!
سلطان، خذها من أخيك الأكبر سناً.. الانفعال في الردود المكتوبة مثل الحديث بصوت عال؛ كل منهما يعكس موقفاً ضعيفاً، أو هو يعني أن الطرف الآخر لامس الجرح. وما دام أنك واثق بنفسك فأنت لست بحاجة لكل هذا الانفعال لتؤكد أنك تفهم وأني لا أفهم ما تعنيه، ولا أحسن الاستنتاج. كما أنك غير مضطر للتعبير عن اندهاشك لعدم إلمامي بما تقوله، وكان بالإمكان أن ترد بما لديك من معلومات أحترمها دون حاجة إلى أن تصيغها في قالب تتخيل صداه المرعب في نفسي، وعلى طريقة (ويلك ياللي ترد علينا يا ويلك ويل)!
اهدأ يا سلطان، وعبِّر عن وجهة نظرك بما قلّ ودلّ؛ فأمس أطلت في ردك، والوقت لا يسعفنا دائماً لقراءة صفحة أو أقل قليلاً، فيما استمتعت بقراءة زاويتك المجاورة لردك التي كانت صغيرة في حجمها، كبيرة في معانيها!
تعرف أخي سلطان، أكثر ما أعجبني في إخراج ردك بالجريدة هو إبراز صورة ردي السابق؛ ليطلع عليه من لم يطلع عليه يوم أن نُشر مخنوقاً في إحدى الصفحات.. فالواسطة يا سلطان لعبت دورها؛ فأنت زميلهم!
هذا من جانبي ختامٌ لنقاشي معك. والله من وراء القصد.