رأس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظه الله، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر أمس في قصر السلام بجدة. وفي مستهل الجلسة اطلع مجلس الوزراء على نتائج مباحثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ مع أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، منوها بعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وحرصهما على تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في جميع المجالات. كما أحاط المجلس علماً بفحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه خادم الحرمين الشريفين من فخامة الرئيس إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد. ورفع مجلس الوزراء شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من اهتمام بأمن واستقرار المملكة، مؤكداً أن افتتاحه ـ أيده الله ـ مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لأمن الحدود (المرحلة الأولى) يجسد هذا الاهتمام ودعمه لجميع القطاعات وتطويرها بأحدث التقنيات من أجل تكثيف الجهود لخدمة وحماية الوطن. ثم أطلع سمو ولي العهد المجلس على نتائج زيارة سموه لجمهورية فرنسا، التي جاءت في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الوثيقة بين البلدين، التي تشهد تطوراً متنامياً. وأعرب سمو ولي العهد عن تقدير خادم الحرمين الشريفين وسموه الكريم لما وجده والوفد المرافق من فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ودولة رئيس الوزراء مانويل فالس والمسؤولين في فرنسا من حرص على تطوير أوجه التعاون وتعزيز مستوى التنسيق بين البلدين تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح معالي وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في بيان لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء نوه بالبيان المشترك الصادر في ختام زيارة سمو ولي العهد لفرنسا، الذي جاء انطلاقاً من أواصر الصداقة والتعاون الوثيق بين المملكة وفرنسا، وأكد متانة العلاقات المتميزة وتطوُّرها في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والتجارية والصناعية والتعليمية والثقافية، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين. كما عبَّر عن موقف البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية. وبيّن معاليه أن المجلس استعرض بعد ذلك جملةً من التقارير عن مستجدات الأحداث في المنطقة والعالم، مشدداً على البيان الصادر عن اجتماعات الدورة الثانية والأربعين بعد المائة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية حول مختلف البنود المتعلقة بقضايا العمل العربي المشترك سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتأكيده الموقف العربي الحازم باتخاذ التدابير اللازمة لصيانة الأمن العربي والتصدي لجميع التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، بما فيها ما يسمى تنظيم «داعش»، ومكافحة امتداداته وأنشطته الإرهابية المتطرفة في المنطقة، واتخاذ ما يلزم من تدابير عاجلة على المستوى الوطني ومن خلال العمل العربي الجماعي وعلى جميع المستويات السياسية والأمنية والدفاعية والقضائية والإعلامية والفكرية، والعمل على تجفيف منابع الإرهاب الفكرية ومصادر تمويله ومعالجة الأسباب والظروف التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة.
كما أعرب مجلس الوزراء عن إدانة المملكة لمصادرة إسرائيل أربعمائة هكتار من الأراضي الفلسطينية تابعة لخمس قرى فلسطينية، بهدف إقامة مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وعد ذلك انتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية, وتواصلاً للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته، مناشداً المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم تجاه استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وانتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني.
وفي الشأن المحلي، قدر مجلس الوزراء قيام الجهات الأمنية المختصة بعمليات أمنية، نتج منها إلقاء القبض على ثمانية وثمانين متورطاً اكتفاء لشرهم وتعطيلاً لمخططاتهم التي كانوا على وشك البدء بتنفيذها في الداخل والخارج. معرباً عن شكره أيضاً لوعي أبناء المجتمع للخطر الذي تمثله هذه الفئة الضالة وما بدر من المواطنين والمقيمين من تعاون مع قوات الأمن، بما ساعد على إنجاز مهمتهم بنجاح دون حدوث إصابات وتلفيات.
وأفاد معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بأنه بناءً على التوجيه السامي الكريم اطلع مجلس الوزراء خلال جلسته المنعقدة بتاريخ 13 / 11 / 1435هـ على عدد من الموضوعات، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطلع على ما انتهت إليه كل من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء واللجنة العامة لمجلس الوزراء ولجنتها الفرعية في شأنها. وانتهى المجلس إلى ما يأتي:
أولاً: وافق مجلس الوزراء على تفويض صاحب السمو الملكي وزير الخارجية - أو من ينيبه - بالتباحث مع جانب البيرو في شأن مشروع اتفاقية عامة للتعاون بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية البيرو، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخ النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
ثانياً: بعد الاطلاع على ما رفعه صاحب السمو رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم (57 / 34) وتاريخ 29 / 6 / 1435هـ، وافق مجلس الوزراء على اتفاقية بشأن النقل الجوي بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، الموقع عليها في مدينة جدة بتاريخ 18 / 7 / 1434هـ. وقد أُعد مرسوم ملكي بذلك. ومن أبرز ملامح هذه الاتفاقية:
1 - يَمنح كل من الطرفين للطرف الآخر حق الطيران عبر إقليمه بدون الهبوط على أراضيه، وحق التوقف في إقليمه لغير أغراض الحركة، وحق ممارسة النقل.
2 - يقدم الطرفان لبعضهما البعض - عند الطلب - كافة المساعدات الضرورية لمنع وقوع أعمال الاستيلاء غير المشروع على الطائرات المدنية، ولمنع وقوع أي أعمال أخرى غير قانونية ضد سلامة هذه الطائرات وركابها وملاحيها وضد المطارات ومنشآت الملاحة الجوية.
ثالثاً: وافق مجلس الوزراء على تفويض صاحب السمو الملكي رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الإيطالي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الآثار والمتاحف والتراث العمراني بين الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة العربية السعودية وبلدية روما عاصمة جمهورية إيطاليا والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
رابعاً: وافق مجلس الوزراء على قرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الصادر في دورته (الثالثة والثلاثين) التي عقدت في البحرين يومي 12 و13 / 2 / 1434هـ، القاضي باعتماد الدليل الاسترشادي لمعايير تطوير المرافق الخدمية على الطرق السريعة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بصفة استرشادية.
خامساً: بعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم (58 / 35) وتاريخ 6 / 7 / 1435هـ، وافق مجلس الوزراء على مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ووزارة الشؤون الاجتماعية والصحة في جمهورية فرنسا، الموقع عليها في مدينة الرياض يوم الأحد 26 / 2 / 1435هـ. وقد أُعد مرسوم ملكي بذلك.
ومن أبرز ملامح هذه المذكرة:
- يشجع الطرفان التعاون في المجالات الصحية، منها ما يأتي:
1 - مجال برنامج الطبيب الزائر، وتنظيم دورات تدريبية فنية (لكوادر) وزارة الصحة، والتعاون في مجال مكافحة وعلاج الأمراض المعدية وغير المعدية والمستجدة.
2 - تيسير استقبال وعلاج المرضى السعوديين من قِبل المؤسسات الطبية الفرنسية.
3 - تبادل الخبرات والمعلومات ونتائج البحوث في المجالات الصحية.
ووافق مجلس الوزراء على تجديد عضوية اللواء مهندس عبدالله بن عبدالكريم المرزوقي، والدكتور غازي بن محفوظ فلمبان، من المتقاعدين ذوي الخبرة، في مجلس إدارة المؤسسة العامة للتقاعد لمدة ثلاث سنوات بدءاً من تاريخ 21 / 9 / 1435هـ.
سابعاً: وافق مجلس الوزراء على اعتماد الحساب الختامي لصندوق تنمية الموارد البشرية للعام المالي (1433 / 1434هـ).
واطلع مجلس الوزراء على تقارير سنوية لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والصندوق السعودي للتنمية، ومؤسسة البريد السعودي، للعام المالي (1433 / 1434هـ). وقد أحاط المجلس علماً بما جاء فيها، ووجّه حيالها بما رآه.
هذا، وسترفع الأمانة العامة لمجلس الوزراء نتائج هذه الجلسة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - ليتفضل بالتوجيه حيالها بما يراه النظر الكريم.