أتابع باهتمام صفحة فنون تشكيلية بصحيفة الجزيرة، واطلعت على مقال الأستاذ محمد المنيف حول الحوار عن النقد التشكيلي والنقاد التشكيليين، وعن جمعية التشكيليين. وقد أفاض في موضوع بعيد عن هوايتي، لكن لي تعليقاً أحببت المشاركة فيه؛ ويهمني رأيه. ولن أجزم بصحة كل ما أقوله في التعليق، لكني متأكد أن هناك أدواراً أخرى منتظرة ممن سأذكرهم في المقال:
لدي أسئلة عدة: ما موقع المعلمين والمعلمات التشكيليين في الجمعية؟ وكم عددهم؟ وهل هم أغلبية؟!
السؤال الثاني: كم عدد التشكيليين، بمن فيهم النساء، في المملكة العربية السعودية؟ وما نصيبهم من جمعيتكم؟!
السؤال الثالث: هل العدد يقل أم يزيد؟ ولماذا؟ وهل زيادتهم كالمعدل العالمي، أم أن هناك تراجعاً في الأعداد عالمياً ومحلياً؟ وماذا عن عددهم عربياً؟!
السؤال الرابع: من هو عميد التشكيليين في السعودية حالياً، أو إذا صحت تسميته بشيخ التشكيليين؟!
والملاحظ عدم تدريس التربية الفنية في المرحلة الثانوية في تعليم البنين رغم أهميتها. وبحسب الإجابة عن الأسئلة السابقة يكون الحذر من قتل المواهب الطلابية في المجال.
وهل مشاركة وزراء التربية والتعليم عالمياً ومحلياً وعربياً لها وجود، أم أن لديهم عزوفاً عن الفن التشكيلي بشكل عام، وعن الفن بالرسم وخلافه بشكل خاص؟
وهل الموهوب في الفن التشكيلي من الطلاب يتواصل مع الجمعية أم لا؟! والبعيد عن الجمعية من أهل القرى ما حاله ووضعه؟ وهل لموهبة الطالب أهمية في قبوله لدى الكليات المتخصصة، أم تقف الدرجات عائقاً أمام قبوله؟! إنني أتصور أن وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل ووزارة التجارة أيضاً لديها قصور كبير في التعرف على التربية الفنية ومستقبلها وروادها، وليس لديهم أي استراتيجية تجاه دعم التربية الفنية، فضلاً عن الفن التشكيلي. وفوق ذلك غياب اهتمامهم بالفن الرقمي. لقد كتبت عن الذوق في مدارسنا، بعد ذكر فن الرسم، ولم ترد وزارة التربية والتعليم. وهنا أوجه السؤال لوزارة التجارة: نستورد مناظر ولوحات تشكيلية وجمالية، فهل لدى الوزارة نية لدعم الفن المحلي؛ لينافس المستورد أم لا؟!
وكذا سؤال لوزارة العمل: هل تتصورون أهمية التربية الفنية في صناعة القوى العاملة في كل مهنة لها ارتباط مباشر بالفن أم لا، فضلاً عن المهن التي لها ارتباط غير مباشر؟
أعتقد أن وزير التربية والتعليم، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، هو المسؤول الأول، الذي نتوقع منه الاهتمام بالتربية الفنية والفن التشكيلي؛ بحكم قربه من للفن التشكيلي، ولأنه رسام وشاعر وإداري ومسؤول، وأعلى الهرم الإداري في التربية والتعليم. وليسمح لي أمير التربية والتعليم بهذه الحروف، وأتمنى فعلاً انطلاق مشروع رائد حول التربية الفنية في التعليم العام، يمتد لأنشطة كبرى بالتعاون مع الجمعية، واستثمار ذلك وطنياً وأمنياً ونفسياً وفي مستقبل المهن. إن المتخصصين في التربية الفنية بالمرحلة الابتدائية أقل من المطلوب؛ ويدرسها غير المتخصص في عدد من مدارسنا. وهذه الحقيقة يجب الإفصاح عنها؛ لإنقاذ الفن التشكيلي بشكل خاص، والفن بشكل عام. وهنا يأتي دور من يعرف قيمة الفن. وصحيفة الجزيرة تقدم هذه الصفحة لكل متذوق ومتخصص ومهتم؛ فشكراً لـ(الجزيرة) وللجمعية وللمشرف على الصفحة الأستاذ محمد المنيف. وبانتظار دور كل من وزارات التربية والعمل والتجارة.