بدأت الدراسة، وبدأ معها «حزم البطين»، ومن أهم ما يمكن الحديث عنه الآن، هو التعامل التربوي الذي يتعامل به المعلمون والمشرفون مع الطلبة، فلقد ظللنا نعتبر أن هناك غياباً للرقابة على هذا التعامل، مما يجعل العاملون في البيئة المدرسية يجتهدون من ذواتهم ويطلعون كل يوم علينا بنظريات جديدة، على أساس إنهم حاملو شعار تربية الأجيال تربيةً سليمة.
نحن لن نستطيع أن ندخل في جدل مع هذه النظريات العبقرية، ولكن على الأقل سننبه إلى نقطة مهمة، صار الحديث عنها مطولاً في وسائل التربية الحديثة، وهي الخط الفاصل بين الصرامة الإيجابية مع الطالب وبين التعنيف. فمن الضروري أن تكون هناك مراكز إرشادية تُعين التربويين على تحديد هذا الخط، بهدف عدم الخلط بين المنطقتين، خاصة أن الأطفال والفتيان لا يميزون ما إذا كان ما يقوله المعلم أو المشرف كلاماً تربوياً أو تعنيفاً، وبالتالي لن يتمكنوا من التبليغ عنه، حسب توجيهات وزارة الشؤون الاجتماعية، والنتيجة ستكون صدمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الصدمات التعنيفية التي يتلقاها الأبناء في حياتهم اليومية، والتي قد ستفرز شخصيات عدائية باحثة عن الانتقام.
ما نقوله عن مدارس البنين، نقوله أيضاً عن مدارس البنات، فإذا كنا قد غسلنا أيادينا من المناهج التعليمية، فعلى الأقل دعونا نضمن أن الابن أو البنت لا يواجهان تعنيفاً باسم التربية والتعليم.