07-09-2014

هل مهم أن ننتصر على الإرهاب والتشدد..؟!

هل يمكن أن ينتهي الإرهاب بنهاية أسماء الجماعات أوالتنظيمات الحاضنة؟ بمعنى هل يمكن لنا أن نتصور أن نهاية القاعدة -مثلا-أو تصفية داعش وقيادتها سينهي الإرهاب وفكره ويحد من معاناتنا معه؟

الحرب على هذه الجماعات خير لابد منه، وتصفيتهم أمر بالغ التأثير والأهمية بالقوة العسكرية للدول التى ترعى العالم وتهتم لاستقراره وتنمية موارده، لكن يجب أن ندرك دائما أن المسميات القاعدية والجهادية والداعشية..إلخ، هي مجرد «عنوان «يعلن عن نفسه لمتطرفي العالم الخارجين عن الدولة والقانون لشد الرحال وللانضمام والتجمع تحت رايته. «عنوان» يجلب مرتزقة ومرضى نفسيين ومحبطين وبدائيين وجهلة حالمين ويحدث في عصرنا الحالي أن جلهم، بل كلهم من المسلمين -للأسف- حيث يتم تغذية الإرهاب عقديا وفكريا عبر ثقافتنا وتاريخنا المشوه والممسوخ، والذي يحوي في جنباته جزءا كبيرا من التبرير النفسي والديني للفعل والعمل الإرهابي، لذا تجد باستمرار أن مسلمي العالم يخدعون سريعا بداعية مشوه ومفوه يقودهم تراتبيا لمذبحهم وتجنيدهم في العصابات الإرهابية الجهادية والكافرة بالحياة والعالم والمدنية. في فكر»الجهاديين»لكل شيء تبرير من أجل الهدف الاكبر وهو خلق الفوضى في العالم وطبعا تحت رايات «الخلافة»و»الدولة الاسلامية»والحكم بالشريعة..الخ من عناوين التراث الرنانة في الكتب والتاريخ! وهو ما يمكن أن يفسر تحالفا داعشيا مع حزب الله في خلايا السعودية الإرهابية ؟،وتفسر حماية ايران للقاعدة، وتجمع اصحاب منهج العداء والكراهية المذهبية النتنة؟ الخ..قد ينتهي عنوان قاعدي او داعشي ليظهر عنوانا فيروسيا آخر أكثر تشددا وربما تمويلا!،لذا فالحرب على الإرهاب والإرهابيين ستبقى حربا طويلة وشاملة ابتداء من القضاء على الدعاة الجهلاء المسوقين للموت. مرورا بإقصاء التاريخ البشري المتشدد والدموي في أغلب تفاصيله. وعبر تطويرمستمر للتعليم وتحصينه من هذه الشوائب والفيروسات الصغيرة الفتاكة. ومن خلال الفحص والتهذيب،بل وإلغاء الاستغلال الكهنوتي غير المبررلاختراق أجهزة حكومية واختراع إدارات -التوجيه اوالتوعية اوالإرشاد الديني مثلا -في المؤسسات الحكومية في بلد محافظ اجتماعيا،وفي مدن تتوقف فيه كل النشاطات الحيوية والعادية أصلا مع أوقات الصلوات، حيث لا تفسير لإنشاء وتمويل إدارات تعني المزيد من السلطات والاختراقات لجهاز الدولة نفسه! اوعبر بقاء أجهزة اوممارسات قديمة دون تشذيب -جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نموذجا -لممارسة كل السلطات والنفوذ والتجنيد والأخطاء والترهيب تحت غطاء الحسبة..وهكذا.حرب الإرهاب لا هوادة أو مجاملات أوخصوصيات معها، إنهطويلة وممتدة وعبر التحالفات السياسية والأمنية وحتى العسكرية. نعم حرب طويلة وشاملة قد تستغرق جيلا أوأكثرلحصد نتائجها. وفي النهاية هي حرب بين سيادة الدولة والقانون ضد الفوضى وضد جماعات-أفراد- يمارسون الإرهاب قولا وعملا للبقاء على سلطاتها وتسلطهم ونفوذهم خارج وداخل الدولة! المفترض والمتوقع أن تنتصر الدولة والقانون والمدنية في هذه المواجهة الطويلة والمتنوعة، اولنقل بوضوح الانتصار على كل أشكال الإرهاب هو الحل الأوحد للبقاء..لبقائنا كأمة وشعب...

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب