سعادة الأستاذ/ خالد بن حمد المالــك.. رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أوردت جريدة «الجزيرة» في الفترة الماضية، وتناول كتّابها خبر المكرمة الملكية الكريمة من لدن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لوزارة التربية والتعليم، بمنحها مبلغ 80 مليار ريال تصرف على مدى 5 سنوات، وعقد سمو الوزير مؤتمراً صحفياً، بيّن فيه وحدد طموحات الــــوزارة، ونظرتها المستقبلية، والأهداف المطروحة لذلك، والخطوط العريضة، والآليــــات التنفيذية لاستثمار هذه المكرمة، والتي شملت الأركان الأساسية في العملية التربوية والتعليمية، وأقصد بها المعلمين والطلاب والمناهج الدراسية والمباني المدرسية، وتعقيباً على ما ذُكر حول ذلك أطرح النقاط التالية بداية بالمباني المدرسية والمناهج الدراسية، وسأستكملها لاحقاً بإذن الله بنقاط أخرى عن المعلمين والطلاب.
أولاً: المباني المدرسية: من حيث أهميتها فهي تشكل البيئة الثانية للطالب بعد المنزل، وبالتالي فمن المفترض أن تكون ممتعة وآمنة وجاذبة للطلاب، والذي أراه أن المباني المدرسية في وضعها الحالي دون المأمول، فما زلنا نطمح نحو الأفضل، نظراً لافتقادها لكثير مما يعزز العملية التعليمية، ولا سيما المستأجر منها ومن ذلك:
1 - حاجة المدارس إلى وجود مسجد مستقل ليؤدي الطلاب فيه صلاتهم في جو من الروحانية، مما يسهم في غرس مكانة الصلاة وأهميتها في نفوس الطلاب، حيث تقام الصلاة حالياً في بهو المدرسة أو صالات لم تصمم لهذا الغرض.
2 - حاجة كثير من المدارس إلى أماكن مناسبة (صالات وملاعب) تكون مخصصة لممارسة الأنشطة والهوايات باختلاف أنواعها، سواءً الرياضية أو العلمية أو التقنية، ومعامل اللغات ومسارح تكون معدة لإقامة مناسبات المدرسة من الاحتفالات واجتماعات أولياء أمور الطلاب ومنبر للمسابقات الطلابية والتمثيل الهادف المفيد، مما يبرز مهاراتهم وينميها، ويعزز مكانة القيم والأخلاق الإسلامية واللغة العربية في نفوسهم، خاصة مع تأكيد سموه مؤخراً على منسوبي الميدان التربوي بالالتزام باللغة العربية الفصحى.
3 - تتكرر الأخطاء والملاحظات في المباني المدرسية عاماً بعد آخر على الرغم مما يبديه منسوبي المدارس من ملاحظات يتم التنبيه عليها والرفع بها للأقسام المختصة.
4 - في خطوة ممتازة، منحت الوزارة الفرصة لفئة غالية من المجتمع لإكمال تعليمهم من خلال دمجهم مع المدارس العامة، وأعني بهم ذوي الاحتياجات الخاصة من الطلاب، لكن دون مراعاة لظروفهم، ودون تقديم المتطلبات التي تساعدهم على ذلك، ومنها توفير دورات مياه خاصةً بهم، ومصاعد للأدوار العلوية مع تعدد أدوار المباني في الوقت الحالي، حيث بلغ بعضها أربعة أدوار، والوضع ينطبق على غيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة الدائمة والطارئة، سواءً من المعلمين أو أولياء الأمور وزوار المدرسة، كما أن الوضع ينطبق تماماً على مدارس البنات، وقد يكون بالنسبة للمعلمات والطالبات أشد احتياجاً منه في مدارس البنين، فلهن ظروفهن واحتياجاتهن الخاصة بهن.
5 - وضعت الوزارة ضمن إستراتيجياتها خطة زمنية تهدف للقضاء على المباني المستأجرة وإحلال المباني الحكومية بدلاً عنها، ولكن الملاحظ تعثر نسبة من هذه المباني وتأخر اكتمالها وبالتالي عدم الاستفادة منها وبصورة غير طبيعية وامتدت مدة التعثر لتحتسب بالسنوات لا بالأشهر والأيام، وقد شملت مناطق المملكة دون استثناء، فلا تخلو منطقة من عدة مشاريع متوقفة جزئياً أو كلياً، ومنها على سبيل المثال لا الحصر في محافظة عنيزة: مبنى ابتدائية الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنه، وثانوية الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، وابتدائية الوزير عبدالله بن سليمان الحمدان رحمهما الله، الذي تجاوز عمره 7 سنوات وما زال متوقفاً العمل بها دون أي مؤشرات لاكتماله وكذلك المتوسطة السادسة للبنات.
ثانياً: المناهج الدراسية: وهي جميلة ومتكاملة في معظمها، محتوىً وطباعةً، ولكن ينقصها الوسائل والأجهزة الحديثة المساعدة لإيصال المعلومة للطالب، مما يعزز أداء المعلم، ويتيح الاستفادة الكاملة من محتويات المنهج.
كما أ، التجهيزات المتعلقة بمصادر التعلم ما زالت دون المأمول، فهي لا تتجاوز أجهزة العرض، في زمن أصبحت التقنية تسابق الزمن، فهي متوفرة للطالب خارج المدرسة بشكل يفوق ما هو متاح له في المدرسة، فلو تم تحويل المكتبات من ورقية إلى مكتبات رقمية ضمن ضوابط تحددها الوزارة، تمكن الطالب من الوصول إلى ما يريده من المعلومات ويتطور الأمر إلى ربطه بالكتاب وجمع المعلومات والمشاركات، وإعداد البحوث وحل التمارين الموجودة في الكتاب، وكذلك ربطه بالمواقع التعليمية والتربوية المناسبة، ليزداد اطلاعه وثقافته ضمن هذا الإطار.
أسأل الله العظيم التوفيق للقائمين على أمر التربية والتعليم في بلادنا، وأن يكلل مساعيهم بالنجاح، وأن يسدد على دروب الخير والهدى خطاهم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.