تعرض أحد المواطنين، يدعى سليم العنزي، لمحاولتي قتل وسرقة سيارته الخاصة (تاهو موديل 2009م) من قِبل مجهولين على طريق الأزرق - الحديثة بالقرب من الحدود السعودية - الأردنية يوم الأربعاء الماضي.
«الجزيرة» التقت بالعنزي الذي يرقد حالياً على السرير الأبيض بأحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمّان، وذكر أنه كان يسير في الطريق المذكور أعلاه بعد صلاة العشاء، وعندما توقف على جانب الطريق لقضاء الحاجة توقفت خلفه مركبة أخرى، وقال: وعلى الفور جريت إلى سيارتي التي كانت في موضع التشغيل متسابقاً مع أحد اللصوص الذي تمكن من الدخول عبر الباب الأيسر، بينما دخلت من الجهة المقابلة محاولاً انتزاع المفتاح؛ كي لا يسير بها؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث عراك حاد بالأيادي؛ إذ ظل يحاول تشغيلها وتحريك «القير» بينما أقوم بإطفائها. وأثناء العراك دخل لص آخر علي من الباب الأيمن، ودخل ثالث من الخلف، وقاما بضربي وخنقي ولف شماغي على رقبتي وعضي على وجهي وأنفي، وتمكن أحدهم من قطع جزء من أذني، أشار أحدهم لصاحبه بإطلاق النار علي، فقمت بنزع المفتاح ورميه بعيداً، لكن أحدهم تمكن من العثور عليه بعد البحث عنه.
ويكمل «العنزي» حديثه مشيراً إلى تهديده بواسطة السلاح وإطلاق 3 رصاصات بالهواء «بينما الآخر يحاول إخراجي من السيارة، حتى تعرضت لطلقة أصابت ساقي والأخرى استقرت بفخذي اليسرى؛ وسالت دماء وجهي وقدمَيّ بكثافة؛ الأمر الذي مكنهم من قيادة السيارة والعودة بها إلى محافظة الأزرق، فيما شعرت بضعف قواي، وأحسست بهبوط نتيجة انخفاض ضغط الدم الذي كان ينزف بشدة، ثم قمت بركل أحدهم محاولاً تحريك القير لإيقاف السيارة التي توقفت وبجانبها سيارة أخرى استنجدت بها، لكن اتضح أنها تابعة لأفراد المجموعة».
وتابع: وعندما دخلنا محافظة الأزرق تعالت أصواتي للمارة وأصحاب المحال التجارية والمطاعم طالباً المساعدة منهم، لكن لم يستجيبواً، وواصل اللصوص طريقهم متوجهين إلى الزرقاء - عمّان، حينها أيقنت أنني بين حياة أو موت، واستجمعت قواي، ونزعت نفسي من الشخص الذي أمسك بي من الخلف، وسددت ركلة قوية بقدمي إلى قير السيارة؛ لتنحرف عن مسارها، وتصطدم بالرصيف، ثم ألقيت نفسي خارج السيارة، وأخذت بالتدحرج مخافة إطلاق الرصاص تجاهي، ولاذ الجناة بالفرار مستقلين سيارتي.
وبيّن العنزي أنه طلب المساعدة من العابرين «لكن لم يتوقف أحد منهم، والوقت كان يشير إلى ساعة متأخرة ليلاً، والدماء تملأ ثيابي. عقب ذلك بدقائق توقفت إحدى السيارات التي تبين أن صاحبها مواطن سعودي، أسعفني، وبادر بالاتصال على سفارة المملكة في عمّان، التي اهتمت بالموضوع، وأولته عناية شخصية بشكل سريع؛ إذ تواصلت مع الجهات الأمنية والصحية الأردنية التي أرسلت فرقة إسعاف نقلتني للمركز العربي الطبي بعمّان. وأبلغني سائق الإسعاف بأنه تم القبض على أحد الجناة خلال ساعة تقريباً من ورود البلاغ؛ إذ انقلبت سيارتي التي سرقوها، ولاذوا بالفرار عدا واحد منهم، أُلقي القبض عليه، ولا يزال رهن التحقيق».
واختتم العنزي حديثه مقدراً الجهود التي بذلتها سفارة خادم الحرمين الشريفين بزيارة السفير الدكتور سامي الصالح عند دخوله للمستشفى «الذي أخبرني برفع طلب اجتماع عاجل مع مدير الأمن العام الأردني لمتابعة القضية، إلى جانب وقوف أحد موظفي السفارة بجواري، ولم يغادر المستشفى إلا بعد الاطمئنان على حالتي الصحية».