تشرف محافظ الدوادمي الأستاذ مران بن قويد بإلقاء كلمة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض التي وجهها للطلاب في إحدى مدارس العاصمة بمناسبة العام الدراسي الجديد، في الوقت ذاته في عدد من مدارس المحافظة الثانوية والمتوسطة والابتدائية يرافقه مدير التعليم ومساعده. وجاء في كلمة سموّه لأبنائه الطلاب : كم يسرّني اليوم أن أرى وجوهكم الناضرة المشرقة, ونظراتكم المتفتحة, فألمح فيها حبّاً للعلم, وتطلّعاً للمعرفة, وهمّة وعزيمة ونشاطاً , وأملاً باسماً في مستقبل مشرق بإذن الله, وأبشّركم كما في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنّة ) أنتم أمل الأمّة وقوّتها, بكم تعقد الآمال في مجتمع مزدهر وحياة رغيدة, وبكم تسابق الأمم للمعالي, ياطلاّب العلم والمعرفة لقد ميّزكم الله عزّ وجل بأنكم في بلاد الحرمين الشريفين, وقد أنعم عليكم بنعم كثيرة ولله الحمد, تذكّروا اليوم الأعوام الدراسية الماضية, كيف مرّت وانقضت بسرعة, لم يبق للمتفوّق من عنائها وتعبها إلاّ لذّة النجاح وشرف التفوّق, وهكذا تمرّ الأيام الدراسية بحلوها وتعبها ولهوها وتبقى ثمرتها الطيّبة ونتائجها الطموحة, أوصيكم بالتمسك بدينكم الإسلامي الحنيف وعقيدتكم الصحيحة والجد والاجتهاد في كل ما هو نافع ومفيد, وأوصيكم بالبر بالوالدين, والإفادة من المعلمين , والابتعاد عن رفقاء السوء, والمحافظة على مدارسكم دوحة العلم وميدان التنافس الشريف ومصنع رجال الوطن وساحة البناء, فالجميع في هذه البلاد المباركة ينظرون إليكم نظرة المؤمل خيراً, والآمال بعد الله معقودة بكم والطموحات معلّقة عليكم. فيما جاء في كلمة سموّه لأولياء الأمور : أبناؤنا الطلاب هم الثروة الحقيقية, ومستقبل الأمة ودرع الوطن ومقدساته , وروّاد النهضة والحضارة, بتمسكهم بدينهم الاسلامي وعقيدتهم الصحيحة على طريق العلم ودرب المعرفة, بعروبتهم وقيمهم وطموحهم نبني حضارتنا ونسمو بمكانتنا بين الأمم, شكر وتقدير للوالدين على ما يبذلونه من رعاية وحرص وتربية لهذا النشء الصالح ليكون فخراً لهم وقرّة عين ورضى أمام الله عز وجل, وليكونوا مطمئنين أن أولادهم في يد أمينة بإذن الله.
أولياء الأمور : أنتم شركاء المدرسة في رعاية وتربية وتعليم الأبناء , بالتربية والعناية والمتابعة تصنعون رجال المستقبل, وهذا التكامل يصنع النجاح بإذن الله, وأنّ إظهار التقدير للمعلمين أمام الأبناء وتأكيدكم على حقوقهم في تربيتهم وتعليمهم, الأبناء هم عنصر أساسي من عناصر نجاح رسالة التعليم السامية بتدعيم ثقة الطلاب بهم والحرص على النهل من علومهم, وجاء في كلمة سموّه الكريم مخاطباً المعلّمين: إخواني المعلمين, التعليم مهنة ربانية, فالله علّم بالقلم, علّم الإنسان ما لم يعلم, وعلّم آدم الأسماء كلها, وبعث الأنبياء والرسل معلمين, وجعل الله العلماء ورثة الأنبياء, فنعم الإرث ونعم الموروث , والمعلم يتعامل مع أشرف مافي الإنسان ( عقله وقلبه ) يعطيه من نتاج علمه وفكره , يرفعون عن طلابهم الجهل والريبة, فينقلونهم من الجهالة إلى نور العلم والإيمان والمعرفة, وأن أغلى ما لدى الإنسان هم أبناؤه, وهم ثروة المجتمع قوّته وعتاده, حاضره ومستقبله, فها هي عقول أبنائنا وديعة غالية بين أيديكم, تزرعون منها والإيمان والقيم الإسلامية والعربية الأصيلة, فغاية العلم النبيلة فهم الإسلام فهماً صحيحاً متكاملاً, وغرسا للعقيدة الإسلامية ونشرها وتزويد النشء بالقيم والتعاليم الإسلامية والمبادئ الصحيحة والمثل العليا, وإكسابهم المعارف والمهارات العلمية والأدبية المختلفة وكل ما ينفعهم في دينهم ودنياهم حتى يكونوا عضواً نافعاً ولبنة صالحة في هذا المجتمع, كم أسعد حين أراك أخي المعلم مع طلابك وأنت تعلّم طالباً وتوجّه آخر , وتنصح أحدهم تعينه وتبيّن له ما أشكل عليه, لا تجعل همّك أداء الحصة أو إنهاء الدرس أو إرضاء المسؤول أو كسب ثقته, بل أنت أسمى من ذلك وأرقى, ولتعلموا يا إخواني المعلمين بأنكم أنتم من يصنعون الرجال الشرفاء الصادقين, وأنتم من تبنون العقول الفذّة وتصقلون المواهب بشتى المعارف والعلوم التي تفيد أمتهم وتنهض بها وتحقّق لها المجد و وأنتم من يلفتون الأنظار لعظمة الخالق الجبار , وتغرسون الصفات الحميدة الجليلة في نفوس هذا النشء , فكم من كلمات قلتها أعلت الهمّة أو غيّرت المسار أو أصلحت الأحوال, إذا كنت أخي المعلم قد تحمّلت هذه الأمانة العظيمة فاعلم أنّ عليك أن تقوم بها خير قيام، كما أمر الله بذلك عز وجل ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) مقتدياً بالمعلم الأول سيّد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله معّماً وهادياً , فإذا قمت بذلك أخي المعلم على الوجه الذي يرضي الله عز وجل, فاعلم أن الله سبحانه وتعالى سيجازيك خير الجزاء , وستلمس ذلك في نفسك وأهلك وستكون لك صدقة جارية بإذن الله, أوصيكم بالصبر والحرص أيّما حرص على هذه العقول التي بين أيديكم, فهي أمانة عظيمة, فقوموا بمهمتكم خير قيام وكونوا على مهنتكم أقوياء أمناء, وأخيراً أهنئكم بالعام الدراسي الجديد، وأسأل الله أن يكون عام خير وبركة, وعاماً حافلاً بالعلم والمعرفة والجد والاجتهاد والنجاح والتفوق, وأسأل الله أن يعينكم في أداء الأمانة، وأن يسدد على الحق خطاكم إنه على كل شيء قدير .