دعا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رجال الأعمال الفرنسيين للاستثمار في المملكة، مؤكدا أنها من الدول الأكثر استقراراً وجذباً للاستثمارات لما تقدمه من حوافز وتسهيلات للمستثمرين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه خلال لقائه ظهر أمس رجال الأعمال السعوديين والفرنسيين وذلك في مقر إقامة سموه في فندق جورج الخامس في باريس ، حيث أشار سموه إلى أن الناتج المحلي للمملكة تضاعف خلال العقد الماضي ليصل إلى 540 مليار يورو، مما أهل المملكةَ بأن تكون من أكبر 20 اقتصاداً في العالم.
وأشار سمو ولي العهد إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين عملت خلال السنوات الماضية على تنمية الاحتياطات إلى أن تخطّت 500 مليار يورو, وتوسعت في الإنفاق على مشروعات الخدمات الصحية والتعليمية, وتطوير البنية التحتية بما في ذلك ربط مدنها من خلال شبكة طرق وقطارات حديثة هي الأكبر في تاريخها.
كما دعا سموه رجال الأعمال السعوديين أن يبحثوا مع نظرائهم الفرنسيين الفرص الاستثمارية المختلفة، لرفع حجم التبادل التجاري بين المملكة وفرنسا.
وفيما يلي نص كلمة سمو ولي العهد خلال استقباله رجال الأعمال السعوديين والفرنسيين :
السيداتُ والسادة .. السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرُّني أن ألتقي بكمُ اليومَ في وقتٍ تشهدُ فيه العلاقاتُ السعوديةُ - الفرنسيةُ نقلةً نوعيةً بفضلِ حرصِ القيادةِ السياسيةِ في كلا البلدينِ على دعمِها وتعزيزها في المجالاتِ كافة وبما يُحققُ المصالحَ المُشتركةَ للبلدين الصديقين.
إنَّ مكانةَ جمهوريةِ فرنسا في الساحةِ الدوليةِ, وثِقَلها الاقتصادي, وكذلكَ قُدرَتها على الابتكارِ, وريادَتَها في الكثيرِ من الصناعاتِ المُتقدمة, تجعلُ منها شريكاً استراتيجياً للمملكة.
ومن مُنطلقِ اهتمامِ المملكةِ بتعميقِ التعاونِ بين القطاعِ الخاصِ في البلدين، فقدْ حرِصَت أن ألتقي بكُمُ في هذا اليوم، وإنَّنا لنأمَلُ أن تُسفرَ اجتماعاتُكم في الارتقاءِ بالعلاقاتِ الاقتصادية والتجارية بينَ البلدين إلى ما تصبُو إليه القيادتان.
أيُّها الأصدقاء
لقد تضاعفَ الناتِجُ المحلي للمملكةِ خلال العقدِ الماضي لِيَصلَ إلى 540 مليار يورو ممَّا أهَّل المملكةَ بأن تكونَ من أكبرِ 20 اقتصاداً في العالم. كما عَمِلت حكومةُ خادم الحرمين الشريفين خلالَ السنواتِ الماضيةِ على تنميةِ الاحتياطات إلى أن تخطّت 500 مليار يورو, وتوَسَّعت في الإنفاقِ على مشروعات الخدماتِ الصحية والتعليمية, وتطويرِ البُنيةِ التحتية بما في ذلكَ ربْطُ مُدُنها من خلالِ شبكةِ طرقٍ وقطاراتٍ حديثةٍ هي الأكبرُ في تاريخها.
وتمَّ مُؤخراً الموافقةُ على فتحِ سوقِ الأسهمِ السعوديةِ للاستثمارِ الأجنبي وهوَ السوقُ الأكبرُ في الشرق الأوسط.
كما تسهم المملكةُ بسخاءٍ في تنميةِ البُلدان النامية, وفي استقرارِ سوقِ البترول العالمي, والأسواق المالية.
إنَّ نسبةَ السعوديين تحت سنِّ 25 عاماً تفوقُ 50% من عددِ السكانِ مما يتطلبُ منا التوسُّعَ في برامجِ التنميةِ التي تَمسُّ حياةَ المواطنِ ضمنَ مفهومِ التنميةِ المُستدامة, مع الاهتمامِ ببرامجِ تمويلِ المنشآتِ الصغيرةِ والمتوسطة وترشيدِ وتنويعِ مصادرِ الطاقة، حيثُ تمَّ إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة.
إنَّ علاقاتنا الاقتصاديةِ بالجمهوريةِ الفرنسية قديمةٌ, وتوجدُ في المملكةِ أكثر من سبعينَ شركةً فرنسيةً تعملُ في قطاعاتٍ متنوعة، وطموحاتُ قيادتي البلدين ورغبتهما في تنميةِ التجارةِ بينهما كبيرة, ممَّا يجعلُني مُتفائلاً في شراكتنا الاستراتيجية.
وبهذهِ المُناسبة، فإنني أدعوكُم للاستثمارِ في المملكةِ فهي منَ الدُولِ الأكثرِ استقراراً وجذباً للاستثماراتِ لما تُقدِّمهُ من حوافزَ وتسهيلاتٍ للمستثمرين.
كما أدعو رجالَ الأعمال السعوديين أن يبحثُوا مع نُظرائهِم الفرنسيين الفرصَ الاستثمارية المُختلفة، لرفعِ حجمِ التبادلِ التجاري بينَ المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية.
وكما هو معلومٌ فإن نموَّ القطاعِ الخاصِ يُعدُّ محوراً أساسياً في سياسةِ المملكةِ ومسيرتها التنمويةِ حيثُ أولتْ حكومةُ خادم الحرمين الشريفين اهتماماً كبيراً بتشجيعِ القطاعِ الخاص، وستستَمرُّ في سياسَاتِها الراميةِ إلى تذليلِ كل الصعوباتِ التي قد تُواجههُ ليتبوَّأ المكانةَ المرموقةَ التي نتَطلَّعُ إليها بما في ذلكَ مشاركتَهُ في الصناعاتِ المُتقدمةٍ في الدولِ الصديقةِ مثلَ فرنسا لِيتَمكَّن من نقلِ التقنيةِ وتوطينها في المملكة.
مُتمنياً للجميعِ التوفيق،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وكان سمو ولي العهد قد شاهد عرضاً مرئياً عن المشروعات الخدمية الكبرى التي تقيمها بعض الشركات الفرنسية في المملكة .
كما ألقى رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية الدكتور عبد الرحمن الزامل كلمة أكد فيها أن هذه الاجتماعات التي تمت تحت رعاية سمو ولي العهد بمناسبة زيارته الحالية لفرنسا هي قوة دفع لرجال الأعمال السعوديين مع نظرائهم الفرنسيين وتعطيهم فرصة لتبادل الآراء وتقييم الأوضاع الاقتصادية والاستثمارية في المملكة ، حيث ركزت تلك الاجتماعات على المستجدات التي حدثت في سوق المملكة من خطوات تنموية منذ الاجتماع الذي تم في الرياض السنة الماضية، مشيراً إلى أن الاجتماعات أكدت أهمية العلاقات التجارية والاستثمارية السعودية والفرنسية وتبادل الفرص الاستثمارية بين البلدين .
وقال: إن المملكة تعتبر من أسرع دول العالم نمواً وأكبر سوق اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وتتميز باقتصاد قوي حسب تقرير صندوق النقد الدولي ، كما أنها تمتلك 25 % من احتياطات النفط في العالم ، وتستحوذ على 25 % من إجمالي الناتج القومي العربي .
عقب ذلك ألقى رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي محمد بن لادن كلمة شرح فيها العروض الاستثمارية الفرنسية في المملكة، حيث تحدث مسؤولو تلك المشروعات عن ثلاثة عروض شراكة يتعلق الأول بحافلات النقل العام بمدينة الرياض وما يتعلق بالمشروع من خطوط سير ومحطات مخصصة بالشراكة بين شركتي ارابتي وسابتكو ، فيما كان المشروع الثاني عن إدارة المياه في جدة وهي شراكة بدأت عام 2008 م من أجل تحسين إدارة المياه في جدة وتحسين تقديمها للمستفيدين من خلال خدمة شاملة متطورة بالشراكة مع سويزاندمرو ، فيما يتعلق المشروع الثالث بتدريب أطباء وفنيين في مجال مكافحة الأمراض المعدية وتأسيس مراكز أبحاث خاصة بالأمراض المعدية بالشراكة مع معهد باستور .
حضر اللقاء صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان سمو ولي العهد والمستشار الخاص لسموه ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور محمد آل الشيخ وعدد كبير من رجال الأعمال السعوديين والفرنسيين.