لم يكن هناك الكثير من الصخب والإثارة، لكن ربما يكون أنخيل دي ماريا أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم الإنجليزي خرج ببعض الدروس البسيطة بعدما شارك لمدة 70 دقيقة فقط في مباراة فريقه مانشستر يونايتد التي انتهت بالتعادل بلا أهداف في ضيافة بيرنلي السبت. وأظهرت النتيجة السلبية والأداء الضعيف المجهود الكبير المنتظر من لويس فان جال مدرب يونايتد لكي يبني فريقاً قوياً لبطل إنجلترا 20 مرة ويكون بوسعه المنافسة بقوة على الألقاب. وفي إطار عملية البناء دفع يونايتد 59.7 مليون جنيه استرليني (99 مليون دولار) لضم دي ماريا من ريال مدريد وأظهر اللاعب الأرجنتيني القليل من اللمحات التي تعبر عن موهبته التي لا يشق لها الغبار. لكن يونايتد أخفق مرة أخرى في تذوق طعم انتصاره الأول في الدوري هذا الموسم ووضح بشدة أنه يفتقد الثقة أمام بيرنلي الذي جمع أول نقطة له هذا الموسم. وبالنسبة لدي ماريا الفائز مع ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي فإن ظهوره الأول في الدوري الإنجليزي لم يكن على المستوى المأمول إلى حد كبير. وتلقى دي ماريا استقبالاً حافلاً من مشجعي يونايتد في ملعب بيرنلي لكن جماهير الفريق صاحب الأرض أطلقت نحوه صيحات الاستهجان عندما مرر كرة بشكل خاطئ قبل أن تطلق هتافات تسخر من إهدار المال في ضمه. وسينبغي على دي ماريا (26 عاماً) أن ينتظر مثل هذه الأمور في الأسابيع المقبلة إذ ستتسبب قيمة الصفقة في تسليط الأضواء عليه وهو الأمر الذي لم يكن يحدث معه في ريال مدريد في ظل وجود نجوم بارزين مثل كريستيانو رونالدو وجاريث بيل أغلى لاعب في العالم. وربما يكون الدرس الذي تعمله دي ماريا أمس أنه حتى الأندية المتواضعة في الدوري الممتاز لن تترك له المهمة سهلة لكي يتألق ويظهر إمكانياته العالية حتى أنه خرج من الملعب بعدما قال مدربه إنه تلقى «ركلة في الساق». ولا يفصل بين مقري يونايتد وبيرنلي سوى عشرات الكيلومترات لكن يبدو النقيض موجوداً في كل شيء آخر بين الناديين. ويحظى يونايتد بشعبية هائلة حول العالم ويرتبط بمشاريع تجارية عملاقة ويملك مدرباً هولندياً مخضرماً مثل فان جال وتشكيلة قيمتها الملايين ولاعبين من عدد كبير من دول العالم. أما بيرنلي فيقع في مدينة صناعية وهو من نوعية الأندية الإنجليزية التي اعتادت أن يكون رئيسها رجل أعمال محلي من مشجعي النادي ويملك مدرباً إنجليزياً وتشكيلة كلها من اللاعبين البريطانيين وهو أر نادر الحدوث. وفي سوق الانتقالات الصيفية الجارية أنفق يونايتد 132 مليون جنيه استرليني لتدعيم صفوفه بلاعبين بينما أنفق بيرنلي أربعة ملايين فقط. وفي الواقع فإن إجمالي صفقات بيرنلي منذ تأسيسه وعلى مدار 132 عاماً لم تصل حتى إلى القيمة التي دفعها يونايتد للاستعانة بدي ماريا يوم الثلاثاء الماضي. وفي الوقت الذي ينتظر فيه يونايتد الكثير من دي ماريا فإن اللاعب ارتدى القميص رقم 7 الذي اشتهر به مجموعة من أبرز لاعبي الفريق على مدار تاريخه منهم جورج بيست وديفيد بيكام ورونالدو. وأعادت مباراة الأمس للأذهان ما سبق لأموال يونايتد أن فعلته من قبل حتى أن ينطلق الدوري الإنجليزي بشكله الحالي إذ إنه في ستينات القرن الماضي تعاقد يونايتد مع أبرز لاعبي بيرنلي جون كونلي وويلي مورجان بعدما توج هذا النادي بلقب الدوري في 1960. لكن أمس أظهر بيرنلي أن بوسع المجهود الكبير أن يتصدى للثراء الفاحش ولو لمدة 90 دقيقة على الأقل. وفي نهاية الموسم ستظهر نتيجة الاختلافات في موارد الناديين لكن في صباح اليوم الأحد سيستيقظ دي ماريا وهو يعاني من ألم في ساقه كذكرى من مباراته الأولى في ضيافة بيرنلي.