وصف الدكتور حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي ورئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي مكرمة خادم الحرمين الشريفين ببناء أحد عشر ملعباً بأنها جاءت استجابة لمطالب الرياضيين، وأنها امتداد لمكارمه (يحفظه الله) وهو الذي حقق لشباب الوطن في السنوات الأخيرة ما يتطلب في دول أخرى عقوداً من الزمن، فالملاعب تمثل حجر الزاوية في بناء مستقبل الرياضة والرياضيين، وقد تحدثت مراراً عن أهمية البنية التحتية في تطوير الرياضة، فالملعب أهم مقومات البيئة الرياضية وإنشاء أحد عشر ملعباً يعادل في أهميته مشروع استضافة كأس العالم الذي تتنافس عليه الدول من أجل المحصلة الأهم وهي تطوير البيئة الرياضية في البلد المستضيف.
وعن النتائج المتوقعة من بناء الملاعب وكيف يتم استثمارها بالطريقة الأمثل؟ وهل نملك الخبرات لتشغيلها بالشكل الصحيح قال المدلج : أن التجارب العالمية تؤكد أن الملاعب التي تبنى على أحدث طراز بأفضل المواصفات تتحول في المستقبل إلى منجم ذهب أو فيل أبيض، ولعل أفضل مثالين لذلك: منجم الذهب «ويمبلي» الملعب التاريخي الذي أعيد بناؤه بالكامل بتكلفة خمسة مليارات ريال وافتتح في مارس2007 وقد تمت استعادة معظم قيمة البناء من خلال الاستثمار المثالي للملعب الذي لازال يعتبر الأفضل على مستوى العالم من حيث عائدات التشغيل التي من أهمها نادي كبار الشخصيات الذي يضمن استعادة نصف تكلفة البناء خلال السنوات العشر الأولى من التشغيل، في المقابل هناك الفيل الأبيض «عش الطائر» الملعب رائع التصميم الذي افتتح في يونيو 2008 لاحتضان الأولمبياد وأعتبر أجمل الملاعب حينها ولكنه بعد الحدث الكبير عانى من ندرة الاستخدام فتحول مع الوقت إلى عش حقيقي للطيور حيث رفضت إدارة الملعب استخدامه لمباريات الدوري الصيني والإصرار على استخدامه للمباريات الدولية مثل كأس السوبر الإيطالي حتى أصبح أفضل مثال على سوء استثمار المنشآت الرياضية، التي يفترض أن تكون في خدمة الشباب.
أما فيما يخص التشغيل فيجب أن نعمل من الآن على فتح أقسام تعليم وتدريب واختيار الكفاءات الشابة من الجامعات ممن لديهم الرعبة والإمكانات للعمل التشغيلي للملاعب وتدريبهم بشكل جيد ثم الزج بهم تدريجيا كقيادات حتى تكتمل منظومة التوطين الكامل بعد أن نكون استفدنا من العقل الأجنبي المشغل والخبير لتكون الخمس التي تلي التشغيل الفعلي هي بكوادر سعودية 100%.
ونوه المدلج إلى أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحمل في اسمها مفهوم رعاية شباب الوطن وحمايتهم نفسيا وبدنيا وحتى فكريا وهذا هو الأمر الخطير حاليا بعد أن تنامت الأفكار الهدامة في معظم الأقطار الجغرافية العربية وغيرها فالخطر من الفكر الضال الذي يغرر بشباب الوطن ويقذف بهم إلىموارد التهلكة والضياع، وقد كان للمنظومة الرياضية دور هام في توجيه فكر الشباب عبر حملات توعوية للتوجيه نحو ما يحقق الصالح العام مثل محاربة المخدرات وغيرها من مدمرات الصحة، كما أن الرياضة مسؤولة بشكل مباشر عن ملء وقت فراغ الشباب بما يفيدهم، مع التأكيد أن دور الأندية الرياضية مرتبط بثلاث كلمات تكتب تحت اسم كل نادي (رياضي / ثقافي / اجتماعي)، ولذلك فإن توجيه الشباب وحماية عقولهم من المضللين من أهم أدوار المنظومة الرياضية التي ينبغي أن تستثمر منشآتها لتنوير الشباب ومساعدة الدولة في حربها ضد الإرهاب والفكر الضال.
و وجه عضو المكتب التنفيذي ورئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي رسالة للرئيس العام لرعاية الشباب، وقال: إن الجميع يعرف من هو الأمير عبدالله بن مساعد الرياضي الملتزم، فهو حافظ للقرآن والسنة ويستشهد بهما في معظم أحاديثه ويستنير بهما في طريقه وقراراته، ولذلك فهو أعرف مني بما يقوم به المضللون من هدم لقيم الإسلام وتشويه لصورة وطن السلام، وأملي كبير في أن يحفز الأندية على العمل الاجتماعي الذي يعزز الشعور بالوطنية والمسؤولية الاجتماعية ويخدم الصالح العام، مع أهمية نشر الرسائل التوعوية بأسلوب العصر أثناء المباريات والمناسبات الرياضية، وربما أبالغ في آمالي من منطلق ثقتي وعشمي في سموه أن يؤسس لصالون رياضي يجمع الإعلاميين والرياضيين مرة في الشهر لمناقشة القضايا التي تهمهم بحضور متخصصين في القضية محور النقاش. وبعد نجاح التجربة يمكن فتح العديد من الصوالين (المجالس) في الأندية القادرة مع استمرار إشراف الرئاسة العامة على البرامج الثقافية والاجتماعية فيها لضمان تحقيقها للأهداف التي أنشئت من أجلها. ولعلي أختم بالقول: «واجبنا تجاه الوطن حمايته وحماية شبابه من المضللين».