كم كان لهذه العبارة من التأثير في قلوب الآخرين، وكم فرقت بين المتحابين، وكم زادت من نسب المتخاصمين، وكل ذلك لسوء الظن.
دائما ما نحكم على الناس بالظواهر لا نرجح لها عقلا ولا ندرك ما يكون في ذلك الحكم من آثار سلبية، كل ذلك لأننا انحزنا عن طريق الهدي الذي بينه الله تعالى بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} ولو تأملنا في الآية الكريمة لوجدنا أن الله - عز وجل - لم يقل (اجتنبوا الظن..) لأن المعنى في ذلك نهي عن جميع الظن حسنه وسيئه، وإنما قال تعالى {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ..} فيفهم من المعني أن كثير الظن إثم على صاحبه، ولم ينهِ الله - عز وجل - عن الظن الحسن وإنما نهي عن الظن السيئ لأن أكثره لا يطابق قوله فعله.
وعلى ما تقدم فإن عبارة (متصل الآن) التي نجدها على برنامج التواصل الاجتماعي الواتس أب، استخدمها المجتمع بشكل سيئ، ولعل بعضهم استخدمها للحكم على الآخر، ولم تستخدم لما صنعت له وإنما لما نحن نريده.
وهذه مؤشرات خطيرة ينبغي على أفراد المجتمع التحرر منها، ولا نحكم على البشر بالظواهر فقد يكون متصلا وهو غير متصل، وقد يكون الحكم فيه إثم على صاحبه، فعلينا أن نستخدم كل غرض لما صنع له.