لماذا تحدث العلماء عن العشق والهيام؛ وبأدبيات مختلفة ومشاهد شبه ثابتة وبأساليب راقية؛ وبتوصيف ثم علاج؛ ثم تحدث عن الحب أقوام مرضى أو جهلة؛ أو متحمسون _ باسم خرفنة الحب _ في سياق أبطال القصص؛ وبلا علاج ولا أدب؟!
تلاهم أو تزامن معهم من ينادون بمعلم الجنس؛ باسم العقلانية واللبرالية والتغريب؛ ومن يمثل الحب الممنوع.
الجنس موضوع مكهرب ومتكهرب؛ يتحدث عنه من يروج لانحرافه؛ ويمثله من يريد انجرافه؛ ويتحدث عنه من يريد صمته وقتله ودفنه؛ وبينهم وسط يتحدثون لضبطه ورسم معالمه.
وقود الجنس الحب؛ والحب وقود الجنس؛ هذه هي العلاقة الطردية؛ وفي الإسلام تهذيب ذلك بالزواج؛ وحفظ العورات والتفريق في المضاجع وتزويج الشباب؛ وغض البصر؛ والتعفف والانشغال بالبناء ومراقبة الفراغ؛ والرعاية والحضانة؛ والصحبة الصالحة؛ وحب المؤمنين؛ ومنع الخلوة وطلب الحجاب وتأكيد شروطه وصفاته؛ ومراقبة ما ظهر من زينة؛ والأنس بذكر الله أولا ووسطا ودائما.
كما أن للمال مغنما وجريمة؛ فالحب له مطمع وجريمة؛ يتساويان في الغريزة؛ وإلا لما بقي على الأرض إنسان.
_زنا المحارم_ وغدا _ زواج الولدان_ هكذا يخطط أعداء الطهارة.
مصطلحات ومسميات مختلفة؛ تناقش وتمثل في أدوار حساسة وخطيرة؛ ويغيب دور التربية إلا ما رحم ربي.
طفل صغير يصحب معلما؛ فجأة فتح عينه على العشق بوقود الجنس؛ ولم يفتح عينه للحب ليصنع منه ترسانة تتنفس الحب؛ ولا لكيان يضبط الجنس؛ هكذا يحدث؛ وبكل برود_ أبعدوه عن الميدان_.
مشاهد مسكين؛ وفجأة يفتح عينه على خرق الفضيلة في غرفة نومه؛ وبكل برود_ قاطعوهم؛ توقفوا عن دعمهم_.
زميل وصديق؛ وفجأة يفتح باب العزوبية؛ في جدران مغلقة وسيارات مترفة_استراحة_ شقة_ وشموس في سباته لا يضبط سوى عقد الزوجية؛ ورحلة سياحية؛ وقنابل الخلوة في أقرب استراحات شبابية.
الحب في الله والبغض في الله؛ تم حصره في كافر ومسيحي وهندوسي ويهودي؛ ومسلم.
تعرف الطفولة؛ وتحدد من ثمانية عشر عاما وأقل؛ ولكن شموس بغيابه يعاملهم معاملة الرجولة؛ فمتى تسعد البيوت بمنع استراحات الشباب لما بعد الطفولة؟!
قيل قديما_ نظرة فابتسامة فكلمة؛ فموعد فلقاء فجريمة.
واليوم ماذا نقول وقد تشابك الموضوع؛ فراغب بالحديث عن الحب بلا تحفظ؛ وراغب بالصمت بلا جرجرة؟!
ماذا نقول في عالم حب الفيسات والتحرش التقني؛ والتوسع في حب الصور؟!
لكل إنسان قصة مع الحب والجنس؛ بعضهم وقع بالخرفنة كما يقال حديثا؛ وبالعشق كما يقال قديما.
#لا_للتحرش يقابلها #نعم_للحب.
كيف نجمع ذلك؟!
المحبة الشركية والواجبة؛ موضوع في كتاب التوحيد؛ فهل تنقلنا لتحديد الشرك؛ ثم تحذرنا من الحب المحرم وتطلب الحب الواجب؟!
هل يكون التوحيد بوابة لضبط الحب؛ ومنع الحرام والعشق المحرم والممنوع؟!
للذل والانقياد والتعظيم والخضوع درجات؛ كمالها لله وحده لا شريك له؛ وما دون ذلك يكون للمخلوقين؛ ومن لا يفهم درجات ذلك لن يصل لتحديد المحبة الصحيحة؛ ولا متى تكون معصية دون الشرك؛ ولا متى تكون شركا خالصا واضحا.
غياب مفهوم درجات الذل والتعظيم والخضوع بوابة التكفير والاتهام بالشرك والفسق والانحراف؛ ليس في الحب فقط؛ بل في الطاعة والمال وخلافهما؛ وحاشا شباب المسلمين الوقوع بالمحبة الشركية؛
أعود للعنوان؛ في أي الحب وقع؟!
هل يقع الشباب في حبهم لبعضهم؛ بلا مصائب العشق ولا التذلل لحد التعبد لغير الله؛ أم لحد المعصية فقط؛ أم هم في عبادة التعاون على الخير؟!
التعلق بالله والزواج علاج؛ والتعفف علاج؛ والصيام علاج؛ وسؤال أهل العلم علاج؛ وصحبة الصالحين علاج؛ والاجتماع على القرآن علاج؛ والنوادي التربوية علاج؛ وحب المؤمن للمؤمن علاج؛ والابتسامة علاج؛ والسياحة في غير معصية علاج.
حفظ الله الجميع؛ من كل معصية؛ ومن أقلام التكفير والتشريك والتبديع والتفسيق.
في أي الحب وقع؟!
بحول الله وقوته؛ تنفسوا حب الله؛ جل وعلا وتقدس؛ وحب رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وحب الوالدين وحب الأخوة؛ وحب المؤمنين وتوادهم؛ وذكر الله وتلاوة القرآن؛ وحب بلاد المسلمين وولاتهم؛ وحب الخير والصدقة والصحبة الصالحة.