باشرت المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة عملها في خدمة حجاج بيت الله الحرام منذ استقبالها لأول وفد من ضيوف الرحمن وصلوا المدينة المنورة يوم الأربعاء الماضي، نجحت في تطبيق آلية نظام إلكتروني «المسار الإلكتروني لحجاج الخارج» هذا الموسم، الذي يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في إجراءات قدوم الحجاج ومغادرتهم وما يقدم لهم من خدمات طوال فترة وجودهم في المملكة، عن طريق إلزام جميع الجهات الحكوميَّة والخاصَّة المعنية بشؤون الحجاج سواءً من ناحية الإجراءات أو من ناحية تقديم الخدمات، بتقديم مهامهم وخدماتهم من خلال نظام إلكتروني متكامل يربط بينهم.
وأوضح رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور يوسف حوالة أن هذا النظام يساعد في تخفيف معاناة الحاج باختصار زمن العديد من الإجراءات التي تتم حاليًّا في منافذ الدخول دون إخلال بأي منها، وذلك بإجرائها من بلد الحاج وقبل قدومه للمملكة، فضلاً عن الوضوح في الشفافية والمرجعية النظامية فيما يتعلّق بحزم الخدمات التي تقدم للحاج التي تشمل السكن والنقل والإعاشة ومستوياتها وأسعارها والجهات المسؤولة عن تقديمها، بما يعين على الحفاظ على حقوق الحاج، وعلى تقييم أداء الجهات المختلفة ومحاسبة المقصرين.
وأضاف الدكتور حوالة كما يحقِّق النظام فتح المجال لمزيد من التطبيقات المستقبلية لتسهيل وتطوير أمور وإجراءات الحج، ويَتمُّ ذلك عن طريق ربط منح تأشيرات الحج لكل حاج بحزمة خدمات محددة العناصر من سكن ونقل إعاشة وتكون واضحة ومعلنة من خلال هذا النظام الإلكتروني، بحيث يمكن للحاج أن يتعرف على تلك العناصر مسبقًا وقبل قدومه للمملكة، ويمكن للجهات الرقابية متابعة مدى التطابق في الخدمات بين ما هو مسجل في النظام وما هو منفذ على أرض الواقع، وإزالة المخالفات إن وجدت بشكل فوري ومحاسبة المقصرين وفقًا لما تقضي به الأنظمة والتعليمات، بما يعكس الصورة الحقيقية للجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة، وتجنب إلصاق أيّ تقصير للجهات الخدميَّة بتلك الجهود، لافتًا إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار توجه الدَّولة في تحويل التعاملات الحكوميَّة من العمل اليدوي إلى التعاملات الحكوميَّة الإلكترونية. منوهًا بما تلقاه المؤسسة من الدعم المتواصل والتوجيهات المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة المنورة الذي يقف شخصيًا على مراحل تأدية الخدمات في المدينة المنورة وتطورها والارتقاء بها والاهتمام بالحجاج والعمل على راحتهم واطمئنانهم، وبمتابعة حثيثة من معالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار. وأفاد أن المؤسسة تُؤدِّي الواجبات والمسؤوليات المناطة بها نحو حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي والواردة في قرار إنشائها حيث تمر مراحل العمل بخطوات تبدأ من أعمال الاستقبال والترحيب بالحجاج الكرام، ثمَّ إنهاء إجراءات وصولهم إلى مساكنهم ومتابعة أحوال الحجاج أثناء فترة وجودهم في المدينة ومساعدتهم حتَّى مغادرتهم إلى مكة قبل الحج أو إلى بلدانهم للعودة علاوة على متابعة أحوالهم الصحيَّة وإرشادهم إلى مساكنهم وحافلاتهم في الميقات، مشيرًا إلى أن مجلس إدارة المؤسسة يضع الخطط التشغيلية لأعمال موسم حج كل عام ولكل عضو مجلس إدارة مهام ومسؤوليات تتنوع انطلاقًا من القرارات الوزارية واللوائح الإدارية والماليَّة التي تعدها وزارة الحج.
وأبدى الدكتور حوالة يقينه أن ذلك سيسهم هذا العام في تحقيق مستوى متميِّز من خدمات المؤسسة التي تتركز جهودها في الأساس على تقديم أفضل الخدمات وتوفير الطاقات وإتاحتها لضيوف الرحمن، تمشيًا مع تطلعات القيادة الرشيدة. ويمارس قطاع الخدمات العامَّة عمله عبر مكتب الرِّعاية الصحيَّة لخدمة الحجاج المنومين في المستشفيات وإنهاء بقية الإجراءات حتَّى يتم شفاؤهم والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإنهاء إجراءات شهادات الوفاة لمن يتوفى منهم بالتعاون مع بعثات الحج وذوي المتوفين، إلى جانب أن من مهام هذا القطاع التنسيق التام مع مكاتب شؤون الحجاج بحيث يكون همزة الوصل بين المؤسسة بقطاعاتها ومكاتبها المختلفة ومكاتب شؤون الحجاج بالمدينة المنورة أثناء موسم الحج.