حين أسست وزارة النقل هيئة النقل بتوجيهات من معالي وزير النقل د جبارة الصريصري، وذلك سعياً لتطبيق رؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتطوير هذا القطاع فإن الوزارة بهذا قد حققت الخطوة الأولى في التنظيم الإداري من حيث تأسيس ذراعها التنفيذية التي تخرج عن إطار الروتين والتقيد بإجراءات إدارية قد تعيق العمل أو تحد من سرعة تنفيذه, لا يخفى على أحد أن وزارة النقل تمتلك من الكفاءات الوطنية الكثير وعلى مستوى عال من التميز والقدرة على الإبداع, ومعالي وزير النقل رجل الإبداع والإدارة من حقه أن يباهي بهذه الكوكبة الوطنية السعودية من الكوادر العاملة سواء في التخطيط أو الإشراف أو التنفيذ, ولضمان عدم تقاطع صلاحيات ودوائر هذه الكفاءات وإضاعة الجهود والوقت مما يؤدي إلى الحد من القدرة الإبداعية أتت هيئة النقل لكي تكون كما أسلفت ذراعاً تنفيذية للمضي قدماً في تنفيذ الرؤية الملكية لقطاع النقل للركاب سواء داخل أو بين مدن المملكة جميعها بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية بعيداً عن أروقة الوزارة والهيكلية الحكومية البحتة, واختيار الدكتور عبد العزيز العوهلي رئيساً لهذه الهيئة، وهو من كان يشغل منصب وكيل وزارة النقل لهو ثقة بقدرة الرجل على حمل هذه الأمانة والسير بها.
العوهلي يمكن وصفه بأنه رجل تنفيذي بامتياز وقدرته على تشكيل فريق عمل أعطت الهيئة ميزة أخرى وهي القدرة على الحركة والاستفادة من كل المعطيات المتوفرة, لهذا حين صرح العوهلي أن الخطوة الأولى هي إعادة هيكلة هيئة النقل تنظيمياً وإدارياً إنما دليل على أن الرجل يعلم أنه لكي تنفذ المطلوب عليك أن تمتلك القدرة أولاً ومن ثم التأكد من عدم وجود ما يعيق هذه القدرة لاحقاً, وفي علم الإدارة العامة ومنهاج السياسات التنفيذية دائما ما تكون الخطوة السليمة هي التنظيم السليم واستغلال الطاقات المتوفرة, ولأن وزارة النقل بشكل عام هي وزارة ولاّدة للقدرات والكفاءات الوطنية فإن منهج توزيع هذه الكفاءات سيعطي الفرصة إلى الإبداع والعمل بسرعة أكثر.
ومن جهة أخرى فإن وجود المهندس هذلول حسين الهذلول وكيلاً لشؤون الطرق في وزارة النقل سيعطي الهيئة قوة أكثر من حيث الدعم اللوجستي والمساهمة في تنفيذ المشاريع العامة الكبرى, فهو أيضاً رجل تنفيذي من طراز عالٍ وهذا ما كنا نقصده حين قلنا توزيع القدرات والكفاءات العالية وعدم وضعها في بوتقة القرار التنفيذي الواحد، حيث وجود الهذلول والعوهلي في نفس هذه البوتقة يحد من قدرتهما ويضيع الكثير من أبواب الاستفادة من خبراتهما, ومع الهذلول هناك الوكيل المساعد للشؤون الفنية المهندس عبد الغني الحربي الذي يكمل صورة ملف المبدعين من الكوادر الوطنية داخل وزارة النقل، ويُشكّل مثلث العمل المتفاني الذي تقوم به الوزارة.
باختصار شديد لما أوردته أعلاه فإن الفكرة تكمن في أمرين مهمين الأول هو توزيع المهام لسرعة تنفيذها.. والثاني توزيع الكفاءات لكي يُستفاد منها أكثر ودون تقاطعات وظيفية سلبية, ومثال وزارة النقل يستحق التعميم على بعض الوزارات الأخرى التي لديها حجم عمل هائل مثل وزارة العمل والصحة وغيرهما, إذ إن التطور الهيكلي الوظيفي وتوزيع الصلاحيات ووضع الكفاءات في مجالات مكملة لبعضها وغير متقاطعة سيكون له الأثر الإيجابي على أداء هذه الوزارات، وبالتالي على منظومة العمل الرسمي الوطني بشكل عام, فهل سنشهد في قادم الأيام بروز أفكار تنظيمية مثل هيئة النقل العام أو مشابهة لها؟.. نتمنى ذلك والتغيير مهم لكن الأهم أن يكون تغييراً إيجابياً مثمراً.