في شهر نوفمبر القادم بإذن الله تعالى ستستضيف الرياض البطولة الخليجية 22، وكلنا نعلم مدى اهتمام الشعب الخليجي بهذه البطولة والتي وإن كانت محلية خاصة بنا إلا أن لها أبعادا أخرى تغذي روح التنافسية بين أبناء الخليج وتضيف نكهة إيجابية على طبيعة العلاقة الأخوية التلاحمية بين أبناء الخليج الواحد، القضية رياضية وليست عنصرية سلبية بل إيجابية في مجال تشجيع منتخب الوطن، الأمير تركي بن عبدالله أوضح هذه الفكرة في تصريحه عن هذه البطولة مؤكدا أن المنافسة الشريفة تغذي وتغرس القيم النبيلة والروح الأخوية بين أبناء الخليج.
في ظل الاستعدادات فإن الرياض في أساسها مجهزة لتكون مدينة مضيافة ولا تحتاج لأية إضافات أخرى لإضافة هذا الطابع عليها سواء في مناسبات محددة أو بشكل عام، ومن حيث الاستعداد الفني والتجهيز الإداري فإن الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد كرة القدم أيضا على خبرة طويلة وباع في تنظيم مثل هذه الأحداث، وبالتالي فإن الأمر برمته ليس غريبا ولا صعبا لكي تكون هذه البطولة ناجحة، لكن ما يجب الالتفات إليه حقيقة هو هذا التوقيت بالذات الذي تقام فيه البطولة وما تمر به المنطقة ككل والخليج على وجه الخصوص من ظروف عامة وأحداث سياسية، لهذا الفكرة ليست في الانطباع الذي سيأخذه المشاركون في البطولة عن الرياض وشعب المملكة ومدى راحتهم ورضاهم فهم يعرفون الرياض جيدا ويعرفون كرم واهتمام إخوتهم السعوديين، إذا الفكرة الأساسية هي ما هي الرسالة التي ستنطلق من الرياض أثناء البطولة إلى الخليج والعالم كله.
في شهر نوفمبر سيكون اللقاء على خير بإذن الله تعالى وسنشجع الأخضر بكل روح وطنية، لكن نستمر في السؤال ما هي الإعدادات التي ستقوم بها الرياض أثناء البطولة فيما يختص بالبوتقة الوطنية واللحمة الخليجية، ما هي الرسالة التي ستسبق عودتهم إلى أوطانهم، ما هي البرامج الخاصة بهذا الحدث الرياضي الخليجي وكيف ستزيد من اللحمة والأخوة، ليست الفنادق أو المواصلات أو التجهيزات الإنشائية هي التي نسأل عنها بل المعاني وما بين السطور هو ما نبحث عنه، وهنا كما عنونت مقالتي هذه بـ إلى أمير العزم والعلم فإن رسالتي بأنك يا تركي بن عبدالله بأنك تمتلك المقومات والجزئيات التي ليست فقط تجعلك أمير قلوبنا كسعوديين بل أيضا أمير قلوب أبناء الخليج كلهم، وشخصيتك الفريدة المتميزة يجب أن تستغل لكي يعرف ويتأكد أبناء الخليج أن الرياض هي أيضا عاصمتهم والمملكة وطنهم لما فيه خيرهم ومصلحتهم وأن أمنهم من أمننا وسلامتهم من سلامتنا.
كنت أتمنى لو أن زيارتهم إلى الرياض يتمكنون فيها من زيارة المملكة كلها بكل معالمها وآثارها وإنجازاتها وأعلم أن الوقت ضيق لكن هل هذه الفكرة صعبة؟ ألا يمكن أن نجعلهم يتجولون في المملكة كلها وهم هنا في الرياض؟ قد لا تكون هذه البطولة بل البطولات القادمة أو حتى الزيارات المستقبلية لكل من يدخل الرياض، هي أمنية وحلم ولكني تعلمت أنه في وطني السعودية وتحت قيادة أبو متعب وبتوفيق الله أولا فإن كل الأمنيات الطيبة تتحقق، وهذه الأمنية يمكن تحقيقها وبكل سهولة خاصة وأن أمير الرياض هو أمير العزم والعلم، ولنا في هذه الأمنية قول آخر إن شاء الله.