كنت قد كتبت عن رياض الوفاء التي لم تتجاهل المبدعين ولم تنس بصماتهم ولم تختزل إنجازاتهم وتساءلت عن أسباب عدم تكريم صاحب البصمات الإيجابيَّة على الرياض كمدينة وعلى إِنسانها الذي يعشق كل تفاصيلها وتطرَّقت إلى بعض ملامح الشخصيَّة الإدارية لسمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن التي لا أعرف منها إلا النذر اليسير لعدم معرفتي الشخصيَّة بسموه ولكن كنت في استقباله خلال افتتاحه لمعارض وفعاليات تنظمها الغرفة التجاريَّة بالرياض، ثمَّ ذكرت بعض البرامج التي أرى الأخذ بها لتكريمه ومن عدد من القطاعات التي كان لسموه علاقة مباشرة بها من خلال عمله أمينًا لمدينة الرياض وذلك لأن تكريم مثل هذه الرموز سيولد رموزًا أخرى يكون الإنجاز الإيجابيّ هدفاً لها طالما أن تلك البصمات ستسجل لمن قام بها وأن تلك الجهود ستكون محل التقدير والإشادة والتكريم، وذكرت بعض البصمات الإيجابيَّة التي ألبسها جيد الرياض وساهم في جعلها صديقة الإنسان من خلال مشروع الأنسة التي أصبحت الآن حديث المجالس وسببًا لاستمرار الصحة والعافية لمن يتعامل معها بالمشي الصحي وهي سببًا للنزهة والترفيه من خلال استخدم حدائق الأحياء وكذلك الملاعب والمجمَّعات الرياضيَّة الموجودة في كلِّ اتجاهات الرياض الأربعة.
ولقد كنت أعتقد أن الأمر انتهى عند هذا الحدّ لأن الكاتب هو لسان الوطن والمواطن وما نورده من رأي هو للتنوير به أو للحاجة إليه وعلى الجهات المعنية إما الأخذ به أو تركه، ولكنني تفاجأت بسيل من المكالمات داخل الأمانة والوزارة يتصل أصحابها وعلى المستويات والمراتب المختلفة وتثني ليس على المقال وإنما على من كتب المقال عنه وأن ما ذكر لا يعدو جزءًا يسيرًا من خلقه وأسلوب تعامله وإنجازه لأنهم وكما ذكروا أنهَّم لا يعيشون يومًا في الأمانة من دون إنجاز حقيقي نافع للمواطنين وللرياض، وكنت التمس لنفسي العذر لأنني بعيد عن هذا المجال وأعذر نفسي بالمثل الذي يقول: (يكفي من السوار ما طوق المعصم) وأعرف سلفًا أنني لن أحيط بكلِّ شيء وأن أحطت بكلِّ شيء فنشره لن يتحقَّق لأن الصفحة للجميع ومن حقهم المشاركة بآرائهم في موضوعات أخرى، إلا أنني أدركت أن الناس شهود الله في أرضه وأن تلك الإشادات التي وردتني ما هي إلا لمستحق خاصة وأنا وصلتني دون علمه وبعضها دون اسم من أشاد به، ولذا كانت من القلب للقلب وكان واجباً علي نشر التغذية المرتدة ليس عن المقال ولكن لمن كتب به المقال.
واللافت لنظري إضافة إلى كثرة الاتِّصالات التي تحدَّثت عنها هو اتِّصال سمو الأمير وإنكاره الإيجابيّ، بل والمثالي لذاته وأن كل ما تقدم ما كان له أن يكون لولا فريق العمل الذي سانده وعمل معه وعلى المستويات المختلفة دون أن يقلل حتَّى من المراسل الذي دوره يقتصر في توصيل رسالة أو معاملة وهم جميعًا شركاء في النجاح الذي تحقق للرياض وقبل ذا كلّّه الدعم الكبير الذي كان يجده من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، لأنّه وكما يقول سمو الأمير عبد العزيز هو باني نهضة الرياض الحقيقية ومخططها الأول وهو صاحب الرؤية البعيدة فيما أصبحت عليه عاصمة مملكتنا الحبيبة وأكمل المشوار من بعده صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز -رحمه الله- الذي كان عضده الأيمن وسنده الصادق فيما أصبحت الرياض الآن عليه، إضافة إلى تعاون الأهالي مما كان له دور رئيس في نجاح المشروعات التي نفذت في فترة عمله، وكما أكَّد على نجاح الأمانة مع الإعلام في تكوين شراكة تهدف إلى تطوّر ونمو الرياض، وذكر سمو الأمير في هذا الخصوص أننا كنا مع فريق العمل نبحث ونفكر وندرس الجديد من الأفكار لأننا جميعًا نبني المستقبل مع الحفاظ على الحاضر بكلِّ جمالياته وتألقه ولذا كانت النتائج مثلما يأمل المواطن.
ان من يحمل هذا الحب للرياض ولمواطنيها ولمنسوبي الأمانة لا شكَّ أنه مستحق للوفاء والمقترحات السابقة تستحق الدراسة من المختصين، كما أرى أن على أمانة منطقة الرياض دورًا مهمًا جدًا في وضع الإنجازات والأفكار السابقة في قالب أكاديمي يصلح أن يكون مادة تدريبية تلقى على رؤساء البلديات وتصبح ورقة عمل رئيسة في الملتقيات البلدية الدورية التي تتنقل بين مدينة الرياض ومحافظاتها ويمكن أن تعمم على الأمانات والبلديات الفرعية عن طريق وزارة الشؤون البلدية والقروية، ويكفي أن يعلم القارئ الكريم أن عدد البلديات الفرعية في منطقة الرياض تجاوزت 48 بلدية والاستثمار في مثلك ذلك مع رؤساء البلديات سيؤتي ثماره من دون شك وفي زمن قصير جدًا، هذا إضافة إلى الدور المنتظر من تلاميذ سموه الذين تخرجوا على يديه من كلية الهندسة بجامعة الملك سعود وهم منتشرون في العشرات من البلديات في مناطق المملكة، كما أرى أن على الهيئة السعوديَّة للمهندسين أن تصدر كتابًا يتَضمَّن تلك العطاءات.
وأخيرًا، أن أسمى مراتب الإيجابيَّة هي الإيجابيَّة مع الإيجابيَّة حتَّى تكون هي المبدأ الذي نتعامل به ونعمل من أجله ونهدف إلى أن يكون ثقافة عامة لهذا المجتمع الكريم وأجزم أننا نستطيع على ذلك ولا نحتاج إلا الصدق مع النَّفْس وعدم تغليب المصالح الشخصيَّة أو شخصنة النقد أو إقصاء الرأي الآخر لأن وصول أحدنا للقناعة الشخصيَّة بالقدرة الفردية له هو أول ما يقتل الإيجابيَّة في النَّفْس السوية..
ختامًا، مازلنا في انتظار التكريم بحجم العطاء وبحجم الحب للوطن وبحجم الرؤية التي تسير الرياض في تحقيقها حتَّى الآن وأجزم أن الأمانة ترتب له من زمن بعيد وقد تكون نهضة الرياض ومشروعاتها أشغلتها عن الوفاء لهذا الرمز.