لفت انتباهي في الآونة الأخيرة الطفلة الفذة الرائعة مجد عسيري والتي لم تتجاوز العاشرة من عمرها وتخصصت كمدرب للغة الانجليزية ناهيك عن التخصصات الأخرى التي برعت بها، في الحقيقة لم يساورني الشك مطلقا بأن هذه الطفلة لم تكن إلا بذرة لبيئة خصبة رعتها حتى أنتجت باكورة ثمارها وبالفعل لم تُخيب نظرتي إذ أنني شاهدت لقاء الطفلة مع والدها والذي أدهشني بالفعل! فلقد أسعدني هذا الأب المثالي بحسه الوطني والعائلي والتنموي الذي يحمله في ثناياه، حديث الأب مسهب ورائع.. حديث في الحقيقة يشعرني بنشوة الفرح إذ شدني في الحقيقة لانبثاق سؤال ماذا لو كان في كل بيت سعودي أب أو أخ أو حتى أم بمثل هذه المسؤولية؟ ما الذي سينتج عنه.. وماهية طبيعة المجتمع السعودي الذي سينطلق بنا نحو آفاق علمية تربوية صحية واعية.. وكم من النعيم الذي سوف يطال به الوطن من تلكما العينات الفذة.. حديثي في هذه الطفلة ذو شجن فكم ملأتني بالسعادة.. وكم أيقظت حلما جميلا في أن يكون في كل بيت سعودي أمثالها.. بالرجوع لحديث والدها عنها والسبب في إتقانها للغة الانجليزية بالذات مع أنها تعلمت في السعودية تحديدا وفي مدارسنا العامة هي فكرة والدها الرائعة في البدء بتعليمها لغة أخرى والتي قابلتها فطرة الطفلة السليمة الغير مشحونة بالخوف أو العوائق السلبية التي تحد من إنتاجية الفرد.. إن التواصل الفعال بين الحضارات المختلفة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تعلم اللغات المختلفة فلقد أصبح تعلم اللغات اليوم مقياسا حيويا للتنمية البشرية، وهكذا فإن العالم يشهد تغيرات تجعل متابعة المهارات التي يوفرها العالم بشتى المجالات الحياتية والتقنية أكثر صعوبة دون تعلم اللغات، لذلك فمع تعلم البيانات والمفاهيم القيمة والتي يتم ترجمتها من مختلف اللغات ستكون ذات قيمة جوهرية وخاصة في العالم العربي، هنا فإن هذه الطفلة أثبتت بفطرتها السوية أن الجميع قادر على تعلم لغة جديدة وليس هناك مصداقا أكثر من قول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، فإذا كان الله سبحانه وتعالى العالم بطبيعتنا وقدراتنا البشرية لم يكلفنا إلا فقط ما استطعناه فالذي يدعونا حقيقة للتوقف والنظر بسلبية لتحقيق ذواتنا وأهدافنا البسيطة قبل الكبيرة.. في الختام أتمنى أن يتحقق حلمي في أن أرى في كل بيت من بيوت الوطن أمجادا كثيرة كمجدنا الصغيرة، دامت برعاية الله.