نجد بعض الناس يجيد فن الرسم والتلوين، لكن لا تجد له لوحات معروضة بين محبي الرسم، ونجد بعضهم يجيد هذا الفن ولكن ليس مخلصاً فيه ولو تأملت مظهره لوجدت أنه يمتلك ما لا يمتلكه.
الشريعة الإسلامية هي شريعة ربانية أتت رحمة للناس تحمل بين جناحيها نبراس العدل ووسامها الإنسانية وأصولها الحقوق الخمسة.
ولا يمكن لنفسٍ أن تكره ما جاءت به الشريعة إلا النفس التي غلبت عليها شهواتها وأهواؤها وغلب عليها جهلها ومعتقداتها.
ولذلك فإن ما كان في الشريعة من أوامر وأحكام، لا يمكن لنا أن نقيسها بميزان أهوائنا أو حتى مصالحنا، فإن فعلنا فإننا أول من ظلم نفسه.
وعليه فإن الجهاد مطلب شرعي لا يمكن إنكاره، ولا يمكن أيضاً أن نجهل أحكامه وقرآنه، والحرب بين قوسين هي في الشرع أمر مذموم وليس هو مطلوب مثل الجهاد، وحينما أسمى أحدهم ابنه حرب نهاه النبي صلى الله عليه وسلم وغيّر اسمه، والذي نراه اليوم بما يسمونه بـ (الدواعش) فقد اتفق أهل العلم ببطلان منهجهم، وتأملت رسمهم فوجدت لوحات تُعرض يمتلكها ما ليس بمالك لها، وهذا عمل غير مرخص شرعاً، وفيه خلاف أصل الشريعة وتهديد سطوتها.
وعلى هذا السياق لا نغتر بجمال اللوحة وتنوع ألوانها، قبل أن نبحر في حقيقتها ومصداقيتها، فكم من لوحة سرقت وكم من فنان سرقه فنانٌ مثله، وكل ذلك على حساب المتذوق والمتعطش لهذا الفن.