انتهت الحرب ووضعت أوزارها, تزامنت حرب غزة 2014م مع اجتياح الدولة الإسلامية داعش للعراق وسوريا في وقت واحد وأظهرت وسائل الإعلام صور بشاعة القتل الذي قامت بها داعش ومعه شوهت الدين الإسلامي الذي اتصف بالسماحة والمودة والعطف والرأفة، جاءت صورة داعش صادمة للعالم الإسلامي والشعوب العربية تنحر العزل كالشاة وتجز الرؤوس ثم تدور بها الشوارع والطرقات، صور تعود للعهد القديم حيث لا وجود للتصوير والتوثيق فتحمل الرؤوس إلى الحكام للتأكد من قتل الخصوم. ما فعلته داعش في العراق وسوريا أظهر بشاعة الحروب والانتقام وبخاصة النحر وجز الرؤوس، لكن بالمقابل ما فعلته إسرائيل في غزة والفلسطينيين كان أكثر وحشية من المنظمات الإرهابية فقد أطلقت إسرائيل صواريخ وقنابل من الطائرات وقذائف من الأرض استهدفت الأطفال والأمهات والشيوخ مزقت الأجساد كل ممزق حتى تحول الأطفال إلى أشلاء فصلت الرأس عن الجسد والمرفق عن ذراع اليد وهشمت جماجم الأمهات فاختلط الدم بحليب الرضع، وسحقت الشيوخ فلم يتعرف المسعفون والأطباء على الشهداء بإذن الله عليهم ودفنوا كومات لحم وبقايا بشر.
نتنياهو في خطابه مساء يوم الأربعاء الماضي تحدث بكل فخر أنه ضرب حماس ولقنها ضربة قاسية وما يعنيه هو قتل الأطفال والنساء والعزل بقنابل خصصت لتدمير الملاجئ, فشاهد العالم كيف دمرت الأبراج بضربة واحدة حولتها إلى رديم من حجارة وتراب, نتنياهو يفتخر أنه ضرب غزة ودمر وأحرق الأرض دون أن يقال له مجرم حرب أو تصنف إسرائيل مثل المنظمات الإرهابية التي لا تملك سلاحاً تدميرياً كالذي تمتلكه إسرائيل، فالعالم شاهد حجم الدمار التي تعرضت له غزة، وشاهد أسلوب داعش في القتل فالإنسان هو الإنسان في فلسطين أو في العراق وسوريا.
المنطقة العربية وتحديداً العراق وسوريا ولبنان وفلسطين تعرضت منذ عام 1991م إلى مذابح في البدء تحرير الكويت عندما سحقت القوات الأمريكية الجيش العراقي، ثم غزو القوات الأمريكية للعراق حدث أن دمرت معظم القوات العراقية، وحروب إسرائيل في: لبنان 2006 وغزة 2008 ،2012 ،2014م. بحيث تحول فيها الإنسان العربي إلى مشروع قتل، والأرض العربية ساحة للذبح. إسرائيل تقتل متى شاءت دون عقاب، فالسلاح التدميري الذي تمتلكه يفوق بمراحل الوسائل البدائية التي تستخدمها المنظمات الإرهابية، إسرائيل تقتل جماعياً وتهدم أحياء سكنية بأكملها فهي أكثر جرم ووحشية.