تتوالى إعلانات وزارة التجارة عن السلع التي يكتشف بها عيوب مصنعية وهذا في إطار نجاحات الوزارة في حماية المستهلك وتوعيته وبما يحفظ حقوقه، ولعل من آخر تلك الإعلانات التحذير الصادر حول وجود خلل مصنعي في أحد أنواع حليب الأطفال، وقد أعلنت ذلك الوزارة بكل وضوح ودعت المستهلك إلى استرجاع قيمة العبوة من منافذ البيع حتى لو تم استخدام جزء منها، وبالفعل تفاعلت الصيدليات ومنافذ البيع مع ذلك التوجيه، وكنت قد صادفت أحد المواطنين وهو يعيد عبوة إلى الصيدلية ومنذ قدم العبوة للصيدلي مباشرة قال له ماذا تريد استعادة نقودك أم استبداله بنوعية أخرى، استعاد الرجل نقوده وغادر مبتسما، فهذا السلوك الحضاري في استعادة الحقوق هو ما كنا نفتقده في تعاملاتنا التجارية بين المستهلك والتاجر.
** الجميع يثني على جهود الوزارة في هذا الجانب لاسيما وأن السوق السعودي عاش لعقود من الزمن في فوضى عارمة كان ضحيتها المستهلك الذي كانت تسلب حقوقه في كثير من الأحيان بسبب عدم وجود مرجعية واضحة يمكن الرجوع إليها، وكذلك تنصل جهة الاختصاص من القيام بواجبها، واما اليوم فإننا نفخر بأن وزارة التجارة والصناعة أصبحت قريبة من المستهلك وتتفاعل بدرجة عالية مع الشكاوي وهذا أدى إلى رفع مستوى الوعي لدى المستهلك الذي أصبح يطالب بحقوقه لمعرفته بأن هناك جهة تحميه، وفي نفس الوقت حرص التاجر على أن يرفع من مستوى اهتمامه بشكاوي العملاء، وبالتالي فإن تعزيز خدمات الوزارة في مجال مكافحة الغش وحماية المستهلك سيؤدي إلى رفع مستوى التعامل والوعي وسيحد من حجم المخالفات.