ودع نواف بن علي المرعول - رحمه الله - الدنيا وهو في ريعان شبابه، وقد تخرج من أسرة كريمة عرفناها بالصلاح والتقوى وحب الخير للجميع، خرج هذا الشاب الفقيد - رحمه الله - محملا بخصال أسرته الحميدة وصفاتها المجيدة وأخلاقها العالية، وعندما بلغ في دراسته المرحلة الثانوية كانت علامات النجابة والخلق الرفيع قد تكاملت في شخصيته المبكرة، فسلك مسالك الخير والصلاح ولعل اعتكافه بالمسجد في العشر الأواخر من رمضان الفائت دليل خير وعلامات صلاح ومؤشر على حسن المسلك وحسن التربية بين أحضان أسرة كريمة مباركة، أنجبت للمجتمع الكثير من الرجال الناجحين الصالحين أليس منهم والد الشاب الفقيد علي بن عبد الله المرعول - حفظه الله وأمد في عمره - وهو المربي الفاضل في قطاع التربية والتعليم صاحب الفرقة الترفيهية التي كان لها حضورها الفاعل في مناسبات عنيزة لتقدم للمجتمع الثقافة والمعرفة والتوعية الجميلة بأسلوب تربوي ترفيهي، وبذلك حققت نجاحا باهرا, أليس من تلك الأسرة الكريمة اللواء الدكتور محمد بن عبد الله المرعول وهو المشهود له بحب الخير للجميع وهو عم الفقيد الشاب، إن أسرة المرعول عرفت بعطائها الجميل للمجتمع ولو ظللت أعدد أسماء الأسرة بعراقتها وطيبتها لما وفى معنا المكان في تعداد مناقبها, إن الشاب الفقيد نواف المرعول غفر الله له نعده إن شاء الله من الشباب الصالحين الأتقياء، فقد كان حريصا كل الحرص على الانضباط على قواعد الشريعة الإسلامية وأداء شعائرها مع الحفاظ على سننها ورواتبها، لقد أكمل كما قلت الاعتكاف في العشرة الأواخر من رمضان وخرج من المعتكف ليلة العيد عندما تم إعلان ليلة العيد، وفي تلك الليلة خرج مع بعض رفاقه لشراء ملابس العيد ولم يكن يعلم أن يد المنون ستخطفه قبل أن يشهد يوم العيد، حيث تعرض في تلك الليلة لحادث مؤلم مع بعض صحبه وقد غادر مع ذلك الحادث الحياة وودع من خلاله الدنيا.
رحمك الله أيها الفقيد الشاب وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وجعلك إن شاء لله مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم بدله دارا خيرا من داره وجازه بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفو وغفرانا، اللهم جمل أسرته ومحبيه بالصبر والسلوان، وأحسن الله عزاءهم وعظم الله أجرهم وإنا لله وإنا إليه راجعون.