صندوق الحكايات

العجلة أم الندامة

كان هناك شاب يستعد للتخرج من الجامعة. كانت تعجبه سيارة رياضيَّة جميلة لدى معرض تاجر السيارات وكان يعلم أن والده يملك المال الكافي لشرائها له، فأخبره أن تلك السيارة هي كل ما يريد. وعندما اقترب يوم التخرّج، انتظر الشاب علامات شراء تلك السيارة من قبل والده.

ناداه والده في صباح يوم التخرج إلى مكتبه الخاص. قال له والده: كم هو فخور به وكم أحبه. أعطى الوالد لابنه هدية ملفوفة في علبة. أثار الفضول الشاب في البداية لكن أمله قد خاب في النهاية عندما فتح العلبة ووجد بها كتابًا.

غضب الشاب من والده فرفع صوته في وجّهه وقال «رغم كل ما تملك من مال أعطيتني كتابًا؟» فخرج من البيت يملؤه الغضب بعد أن ترك الكتاب في مكتب والده.

لم يتصل الشاب بوالده لفترة طويلة. مرَّت السنون ونجح الشاب في عمله وامتلك منزلاً جميلاً وعائلة رائعة، لكنه أدرك أن والده كان طاعنًا في السن ففكر بأن يذهب إليه. لم ير الابن والده منذ يوم التخرّج الذي غضب فيه. وقبل أن يتمكن من القيام بترتيبات الزيارة لوالده، تلقى نبأ وفاته ووصية بأنه ترك له كل ما يملك.

انطلق الشاب إلى منزل والده الراحل على الفور. وعندما وصل إلى المنزل، انتابه حزن مفاجئ وغمر الندم قلبه. بدأ الشاب يفتش بين الأوراق المهمَّة لوالده ووجد ذلك الكتاب وما زال جديدًا كما تركه قبل سنوات خلت. وبدموعه المنهمرة، فتح الشاب الكتاب وبدأ يقلب صفحاته. فجأة سقط مفتاح سيارة من ظرف ملصق بالجهة الخلفية من الكتاب. وجد الشاب على المفتاح اسم التاجر الذي كان يمتلك تلك السيارة الرياضيَّة التي رغب بها، وكان على الورقة المرفقة مع المفتاح تاريخ تخرجه ومكتوب عليها «الثمن مدفوع بالكامل»...