قامت حركة النهضة باستبعاد ثلاثة مرشحين للانتخابات التشريعية من قائماتها وذلك لسهوهم عن التسجيل في الانتخابات قبل شهر يوليو الماضي اي خلال فترة التسجيل الأولى، وهو امر من شأنه ان يغير معادلات الحركة وبقية الأحزاب « المتضررة من هذا السهو غير المقصود»، بمعنى ان القيادات الحزبية التي لم تتنفس الصعداء بعد نشر قائمات مرشحيها للتشريعية، باعتبار انها تخوض معارك داخلية شرسة ضد ابناءها الغاضبين والرافضين لإختياراتها او ممن يسميهم الإعلام المحلي «جرحى الترشيحات»، ستجد نفسها بداية من اليوم الجمعة وسط حروب من نوع أخر حيث سيتضاعف عدد محتجيها وسيتضرر مرشحوها الذين غلبهم حماسهم وفرحتهم باختيارهم في قائمات المترشحين فنسوا تسجيل اسماءهم في الوقت القانوني...وبذلك ستتعمق الجراح النازفة للقيادات الحزبية وستجد النهضة وحركة نداء تونس والجبهة الشعبية والحزب الجمهوري، ابرز التيارات في الساحة المحلية، نفسها امام امتحان صعب اخر يتعلق باعادة اختيار بعض «الساهين «عن التسجيل في الوقت المناسب...وتلك حكاية أخرى ...يخشى تكون تداعياتها على وحدة هذه الأحزاب المترنحة، كارثية هذه المرة. وفي هذا السياق، أوضحت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ، انه فقط من سجّل نفسه للانتخابات خلال الفترة الأولى للتسجيل المعلن عنها من 23 يونيو إلى 22 يوليو ومن ثم إلى 29 من الشهر ذاته، يتمتع بحق الانتخاب والترشح،أما من قام بالتسجيل في الفترة الثانية الاستثنائية والتي امتدت من 5 إلى 26 أغسطس، فهو لا يستطيع أن يكون إلا ناخبا. ويشار الى ان الهيئة قامت بإعلام الأحزاب بشكل غير رسمي عن أسماء المرشحين الذين لم يسجلوا أنفسهم خلال الفترة الأولى (أي قبل موفى شهر يوليو) وبينت ان هناك العديد من الأحزاب اتصلت بهيئة الانتخابات في هذا الشأن وتفاعلت معها بشكل إيجابي.
وفي سياق متصل، عاد الحديث وبقوة عن محاولة الجماعات المتطرفة اغتيال الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس وحمه الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، بالرغم من ان وزارة الداخلية هي من بادرت باعلان الخبر منذ اكثر من اسبوعين، وعم الخوف قلوب انصار الرجلين وتجاوزه ليغطي على مشاعر التونسيين جميعا الذين ظنوا ان التهديد جديد في جديد.
الا ان مصادر مأذونة اكذت ان الخبر حديث حيث قامت مصالح رئاسة الجمهورية، في حركة انفرادية ودون اعلام رئاسة الحكومة، بإعلام زعيم حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي بوجود تهديد جدي لتصفيته جسديا عبر سيارة مفخخة سوف تعترض ركبه في اتجاه مقر الحزب...
اما حمة الهمامي فقد لاحظ الطاقم الأمني المخصص لحراسته وجود سيارة اجرة على متنها ثلاثة انفار متوقفة امام بيته منذ اسبوع ولاذ راكبوها بالفرار حال اقتراب الدورية الأمنية منهم ...واثر حجز السيارة تبين ان لوحتها المنجمية «مضروبة» وغير اصلية وانما تخض سيارة اخرى محل تفتيش امني.وكان الناطق باسم رئاسة الحكومة نضال الورفلي اقر، عقب الإجتماع بتواصل وجود الخطر الإرهابي بالبلاد التونسية بالرغم من الإحتياطات الأمنية والعسكرية وحملات التمشيط الواسعة التي ما فتئت الوحدات المشتركة تقوم بها سواء على طول الشريط الحدودي مع ليبيا والجزائر او في اعماق الجبال والمرتفعات وحتى داخل المناطق السكنية بالمدن. وقال الورفلي بان المهدي جمعة اوصى بمزيد اليقظة خاصة خلال الفترة المقبلة التي ستشهد تنظيم الإنتخابات... وكان وزير الداخلية اعلن امس ، بأن عدد العناصر الإرهابية الموقوفة يبلغ 1360 عنصراً، علاوة عن 367 موقوفاً من العناصر المورطة في التسفير للجهاد، اضافة الى وجود 1713 عنصراً إرهابياً لدى القضاء.