قال الشاعر ماجد بن أحمد الثميري إن التلفزيون السعودي قَدَّم الكثير للأدب الشعبي، وفي المقابل (هناك الكثير من المؤمل تحقُّقه في هذا الشأن)؛ فالمشاهد لا يعتب على توجه بعض القنوات الفضائية الخاصة الربحية بكل ما يرصد على بعضها من ضعف في المهنية والمادة المقدمة للمشاهد، كذلك فإن المشاهد المثقف لا يغيب عن فطنته الدور السلبي الذي وُظِّف دور الشعر لتمرير غاياته في بعض مسابقات الشعر الخليجية، وهو ما أَضَرَّ بتوجّه بعض الشعراء وغايات الشعر الراقية، وبما أن الإعلام الرسمي السعودي هو قدوة للجميع فنأمل كمشاهدين ومنتمين بمواهبنا للأدب الشعبي أن نُسَرَّ بولادة برامج جديدة تهتم بالفلكلور (الذي هو مجموعة الفنون القديمة والقصص والحكايات والأساطير) وخلاله كان يتم نقل المعرفة من جيل إلى جيل، وهو إبداع ليس من صنع فرد ولكنه نتاج الجماعة الإنسانية ككل، والفلكلور جاء من اللغة الإلمانية (VOLKSKUNDE) ومعناها بالعربية علم الشعوب وكلمة فلكلور يقابلها باللغة (التراث الشعبي) وينقسم إلى أربعة أقسام أولاً: المعارف الشعبية، ثانياً: العادات والتقاليد الشعبية، ثالثاً: الأدب الشعبي، وفنون المحاكاة، رابعاً: الفنون الشعبية والثقافة المادية.
وأضاف (منقولاً عما جاء في تعريفات كثيرة): مما لا شك فيه أن أي أمة يحكم عليها من خلال تراثها، حيث يصوغ سلوكهم وعلاقاتهم.. فالأمة غزيرة التراث يدل ذلك على عظمتها.. كما أن التراث بمفهومه العام لم يكن نتاج زمن قصير أو عدد قليل من الناس، وإنما بتكاتف عدد كبير منهم.. فالأعمال الفلكلورية الخالدة جاءت نتيجة تراكم معرفي ونقل من جيل إلى جيل، أما كيف جاء التراث الشعبي.. وعن الحاجة المجتمعية التي أتت به فإن ذلك قد جاء تلبية لحاجة المجتمع لحفظ عاداته وتقاليده وغرسها في نفوس الأجيال القادمة إما لانعدام سبل التعليم المنتظم أو لحرص المجتمع على نقل معارفه وغرس القيم الفاضلة في نفوس أجياله الجديدة.
واختتم مقولته بما نصه: أجزم أن في جعبة القائمين على التلفزيون السعودي من المهنية والكفاءة والخبرة ما يجعلهم قادرين على التفرّد ببرامج متخصصة في هذا المجال متى ما تم دعمها وتقديمها من قِبل متخصصين يستطيعون إبهار المتلقي بإيجابية عملهم خارج نطاق النمطية والتقليد الممل الذي لا يضيف جديداً البتة، كما أن الوطن الغالي المملكة العربية السعودية يزخر بالكفاءات التي يمكن استقطابها والاستفادة منها في هذا المجال.