أخي المسلم، تذكر دائماً فضل الله على بني البشر؛ إذ فضّلهم سبحانه وتعالى على سائر المخلوقات بما حباهم من عقل ينير لهم الطريق، ويمنح لهم القدرة على التفكير واختيار الصالح من القول والعمل دون غيرهم من مخلوقات الله تعالى؛ ما جعلهم مكلفين في أمورهم الحياتية كافة، وهذا ما يميزهم عن بقية الخلق.
وقد تجلت قدرته سبحانه وتعالى في صنع هذا العقل الجبار الذي استطاع به الإنسان - بفضل من الخالق عز وجل - أن يحقق الكثير من سُبل الخير والاختراعات التي تسهّل سبل الحياة، وذلك يتجلى في الصناعات الحديثة من التكنولوجيا والآلات المفيدة وصناعة الطائرات والقطارات والسيارات والبواخر والأجهزة الإلكترونية، وغيرها كثير.
والعقل صنع الله، ومن أحسن من الله صنعاً. ومن يتلاعب في صنع الله سبحانه وتعالى فإن مصيره الدمار والهلاك، ويحصل هذا لمن يتعاطى المخدرات والمسكرات.. إنها السم الزعاف. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمنواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (المائدة90). وهي أم الخبائث كما وصفها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأنها تهدم ما صنع الله سبحانه وتعالى وما سخره لخدمة الإنسان من أعضاء الجسم المختلفة. ومَن تناولها - دون أدنى شك - قد أعلن العصيان لله سبحانه وتعالى؛ لأنه يقضي بتعاطيها على أعضاء جسمه المهمة، ويُدخل نفسه في دائرة الانحراف عن الصراط المستقيم والعياذ بالله تعالى، ويصبح بعد أن كان صحيحاً معافى من عداد المعاقين نفسياً وجسدياً وصحياً واجتماعياً. هذا الداء سبب في دمار الشعوب، وسبب في تفكك الأسر وتشرد أبنائها وضعف الدين وضياعه وكثرة الجرائم وضياع الأموال مسبباً الآثار السلبية الكثيرة لبني البشر، آثاراً صحية واضطرابات نفسية، وآثاراً اجتماعية سيئة.
وإنني من هذا المنبر العام أنصح كل متعاطٍ لهذا الداء بأن يبتعد عن جميع أنواع الخمر والمسكرات. ولا يخفى على الجميع أن هناك مستشفيات موجودة في أنحاء المملكة لمعالجة من ابتُلي بهذا الداء، وهي متخصصة في ذلك، وعلينا جميعاً أن نتناصح فيما بيننا، ونتابع أبناءنا وبناتنا؛ حتى لا يقعوا في حبائل المروجين.
هذا ما أردت إيضاحه. والله من وراء القصد.