مهما تغنت الأفواه بمواقع الجذب السياحي, والاستمتاع بما خلق الله سبحانه وتعالى من جمال الطبيعة في بلادي الحبيبة -المملكة العربية السعودية- تبقى بلادي محرومة من سياحها السعوديين للكثير من الأسباب، ربما سأتحدث عنها بصفتي امرأة أحبت أن تجوب مناطق بلادها الطبيعية إلا أن الظروف لم تسمح!
كتب الجميع عن جزر «فرسان في جازان» وقررت أن أستفيد من إجازتي القصيرة, وناقشت الموضوع مع صديقة العمر «ريم» أن نسافر إلى الجنوب وبالتحديد إلى جازان الغالية للوقوف والتمتع بهذه الجزر التي ربما لم تأخذ حقها السياحي من المواطنين فقط بينما أصدقاؤنا الأجانب وأشقاؤنا العرب مقصدهم الدائم جزر فرسان سنويا.
وسافرنا بطموح المواطن الذي يسعى لتشجيع سياحة بلاده وزيارة الأماكن الجميلة فيها, إلا أن الظروف «المصطنعة» أحالت دون تمتعنا بهذه الرحلة التي أعددنا لها إعدادا نفسيا وماليا وإعلاميا ولكن صدق المثل الذي يقول: «ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن». فبعد وصولنا إلى جازان الغالية قمنا بدراسة المواقع السياحية التي سنزورها ومن ضمنها «جزر فرسان» أو كما يحلو للسياح العرب والأجانب أن يطلقوا عليها «هاواي الشرق» وهي بالفعل أجمل من هاواي الأمريكية. ودعوني أعرف هذه الجزر قبل أن أتحدث عن مشكلة المحرم.
جزر فرسان تتكون من عدة جزر أهمها: «فرسان- والسقيد- وقماح- ودومسك- وزفاف- ودوشك- وكيره- وسلوية». كما أن جزر فرسان تحتوي على آثار كثيرة أبرزها: «القلعة العثمانية- وقرية القصار- ومسجد النجدي- ومنزل الرفاعي- وبيت الجرمن- وألكدمي- وقلعة لقمان والعرضي». بعد هذا الاستعراض الجميل لتلك الجزر والمواقع الأثرية الجميلة التي لم نستمتع بها لسبب بسيط جدا هو أن إحدى الجهات الرسمية منعتنا من النزول إلى مياه الجزر بسبب عدم وجود محرم معنا!
لقد تألمت كثيراً أنا وصديقتي ريم على ضياع وقتنا ومالنا وجهدنا دون أن نتمتع بزيارة هذه المواقع الجميلة. وطني كم أحبك, وكم أتوق لاحتضان جنباتك والمشي في طرقاتك, والاستحمام في مياهك العذبة, والتسلق على جبالك والتخييم في صحاريك.