كتب - طارق العبودي / تصوير - فهد السويلم وطلال العتيبي:
زفّت الجماهير الهلالية العريضة التي زحفت خلف الزعيم وملأت جنبات مدرجات استاد جاسم بن حمد بنادي السد بالعاصمة القطرية الدوحة، فريقها لتسجيل اسمه طرفا أول في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، بتعادله البارحة مع مضيفه السد القطري سلباً من دون أهداف في إياب ربع النهائي مستفيدا من فوزه ذهابا بهدف دون رد.
الهلال x السد
طغى الجانب التكتيكي والحذر على مباراة الأمس، خصوصا في الحصة الأولى التي حرص فيها كل فريق على عدم اهتزاز شباكه, ولعبها المدربان بطريقة تختلف نسبيا عن مواجهة الذهاب, حيث لعب الروماني ريجيكامب مدرب الهلال بطريقة 4-5- 1 وأشرك من البداية لاعب الوسط الخبير سعود كريري بدلا عن ياسر القحطاني, في حين تخلى المغربي الحسن عموته مدرب السد عن دفاعيته الصرفة التي لعب بها الذهاب، واعتمد 4-4-2 طريقة للعب فريقه وزج من البداية بالمهاجم الخطر خلفان إبراهيم.
الحصة الأولى وإن كانت حذرة من الجانبين، إلا أنها شهدت بعض الهجمات الخطرة، خصوصا من الجانب الهلالي, ومن أبرزها: التسديدة العنيفة والمباغتة من بنتيلي التي أبدع سعد الشيب في إبعادها إلى ضربة زاوية, ثم كرة نيفيز من تسديدة قوية أمسك بها الشيب, وقبلها كانت انطلاقة ياسر الشهراني من الجهة اليمني التي لم يوقفها سوى إعاقة مدافع السد له داخل المنطقة لم يعرها الحكم الكوري أي اهتمام «34»!, فيما كانت تسديدة عبدالكريم حسن التي اعتلت العارضة الهلالية هي الأبرز من الجانب السداوي.
الحصة الثانية بدأها المدربان بنفس الأسماء, وجاءت أقوى من سابقتها بقليل، خصوصا في النصف الثاني منها, وكان اللاعبون خلالها أكثر حماسا رغم حرارة الجو والرطوبة العالية وشهدت هجمات خطرة وأخطاء متبادلة لم يتم الاستفادة منها.
وكان من أبرز هجمات الهلال في الحصة الثانية: الكرة التي سددها الزوري من داخل المنطقة بعد أن تلقاها من الشمراني غير أنه لم يحسن التصرف بها كما ينبغي, ثم كرة أخرى سددها الزوري أيضا ارتدت من المدافع القطري لنيفيز الذي سددها وبعدها الدفاع لضربة زاوية تم تنفيذها وشكلت خطورة بالغة على المرمى القطري ولم تكتمل هدفا.. بينما من جانب السد كانت أبرز الكرات الخطرة: رأسية الهيدوس التي تصدى لها السديري وارتدت للبديل صالح اليزيدي الذي سدد الكرة في القائم كأول وأخطر وأثمن فرصة قطرية في المباراة.
وبخلاف هذه الهجمات فقد حاول المدربان التغيير بإجراء التبديلات المتاحة.. غير أن النتيجة لم تتغير فانتهت المباراة بالتعادل السلبي الذي كان كافيا لتأكيد وصول الفريق الهلالي طرفا أول في نصف النهائي الذي سيقام ذهابه في 21 من ذي القعدة المقبل في الرياض.
من المباراة
- أدارها طاقم دولي كوري مكون من كيم كونغ ومساعداه هي سانج ويانغ بيونغ.. وقد تساهل الحكم كثيرا مع المخاشنات السداوية، وخصوصا من طرف محمد كسولا, كما حرم الهلال من «ضربتي جزاء» واضحتين وصريحتين لياسر الشهراني «34» وسلمان الفرج «64».- البطاقة الصفراء ظهرت 4 مرات لكل من: محمد كسولا ونذير بلحاج «السد» وسالم الدوسري وديغاو «الهلال».
- جمهور هلالي كثيف جدا حضر المباراة وساند الفريق بقوة, وكان مشهد الجماهير الزرقاء في المدرجات يوحي للمتابعين بأن المباراة كانت في الرياض، حيث مقر الهلال لا في الدوحة أرض السد.
- أرضية ملعب جاسم بن حمد بصلابتها الشديدة وكثرة الحفر فيها وتعطل أحد أعمدة الإنارة قبل بداية المباراة، وضعت أكثر من علامة استفهام وتعجب, ودفعت الجميع للتساؤل: ما هو دور المراقب الإداري وممثل الاتحاد القاري؟!
- بإصراره على إشراك سالم الدوسري في الجهة اليسرى وإبعاد ناصر الشمراني إلى الأطراف فإن مدرب الهلال ريجيكامب يقلل من قوة فريقه الهجومية كثيرا.
- سالم الدوسري سيغيب إجباريا عن نصف النهائي بعد حصوله على الإنذار الثاني.
- وضح الشد والضغط وانفلات الأعصاب على لاعبي السد بقيادة «كابتن» الفريق الدولي طلال البلوشي.
الاتحاد والعين
مكة - علاء سعيد:
خسر الاتحاد بطاقة التأهل للدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا عندما تعرض إلى خسارة جديدة أمام العين الإماراتي بثلاثة أهداف لهدف، سجل للاتحاد: إسماعيل أحمد (خطأ في المرمى) في الدقيقة (34)، بينما سجل للعين: جيان (40) عمر عبدالرحمن (66) دياكيه (83).
بدأ لاعبو الاتحاد بارتباك واضح وضغط كبير؛ رغبة في العودة بالنتيجة، بينما في الاتجاه الآخر كان لاعبو العين أكثر ثباتاً ميدانياً، وهو ما ساعدهم على الأفضلية والوصول لمرمى الاتحاد في أكثر من فرصة محققة وخطيرة جداً لاحت أمام مهاجميه، ولم يوفقوا في استغلالها, واحتاج الاتحاديون لنصف ساعة للدخول في أجواء المباراة ومبادلة لاعبي العين السيطرة, ومن أولى الهجمات الاتحادية تقدم المحترف ماركينيو من الطرف الأيمن ليرسل كرة عرضية حولها مدافع العين إسماعيل أحمد داخل المرمى ليتقدم الاتحاد بالهدف الأول (34), ورغم النشوة الاتحادية والرغبة السريعة في العودة تواصلت الهفوات الدفاعية ليستغل جيان هفوة كبير وفراغا واضحا بين متوسطي خط الدفاع وواجه المرمى ليسجل هدف التعادل (40).
وفي الشوط الثاني زاد الاتحاد من ضغطه بحثاً عن التسجيل وأجرى القروني تبديلاً هجومياً بإشراك الغامدي، في المقابل تراجع العين مع الاعتماد على المرتدات، ومن إحداها ارتكب دفاع الاتحاد خطأ فادحاً جديداً عندما ظهرت الاتكالية في إبعاد إحدى الكرات الطويلة لتصل إلى المتمركز عمر عبدالرحمن، الذي وجد نفسه أمام المرمى، حيث وضعها بسهولة داخل الشباك (66), وفي الدقائق الأخيرة عمق العين من جراح الاتحاد عندما تمكن دياكيه من تسجيل الهدف الثالث بتسديدة مميزة (83).