في عدد الجزيرة رقم (14729) الموافق ليوم الجمعة 13-3-1434هـ كتبت مقالاً بعنوان: (مطار القصيم والاتجاه المعاكس)، وكان حول عشوائية توزيع المقاعد على المسافرين دون احترام للحجوزات المسبقة وتخصيص المقاعد عن طريق (النت) قبل الحضور للمطار وذلك من أجل الحصول على مقاعد متجاورة لأفراد العائلة بالإضافة لعدم الحاجة للوقوف ضمن طوابير المسافرين الذين لم يتموا حجوزاتهم وقطع كروت الصعود قبل الحضور للمطار.. وفي ذلك هدفان الأول اختيار المقعد حسب الرغبة، والثاني يتخفيف الضغط على موظفي المطار.. ورغم تخطيطي وحرصي على استثمار التقنية إلا أنني لم أوفق حيث تم توزيع المقاعد قبل حضوري لموظف الخطوط السعوية بحجة أنني تأخرت وكان يجب عليّ أن أحضر لقطع كرت الصعود قبل موعد الإقلاع بـ(45 دقيقة) على الرغم أنني كنت واقفاً أمامه قبل ذلك الموعد، وبعد ذلك الوقف حرصت أكثر أن أحضر إلى المطار وكرت الصعود في اليد، وفي رحلة جدة المغادرة من مطار القصيم رقم (1251)، حيث كان إقلاعها محدداً في الساعة (السابعة وخمس دقائق مساءً) وقطع كرت الصعود يبدأ الساعة (السادسة وخمس وعشرين دقيقة) قبل ذلك توجهت إلى مطار القصيم وأنا ألبس إحرام العمرة وفي جيبي كرت الصعود مع أفراد العائلة البالغ عددهم 3 أشخاص.. وفي طريقي إلى المطار وقبل الدخول إلى صالة المسافرين بثلاث دقائق وبالتحديد في تمام الساعة (الساسة وخمس وأربعين دقيقة) تلقيت اتصالاً من رقم غير معروف على جوالي وحادثني المتصل قائلاً أنت عبدالعزيز الزنيدي قلت نعم قال هل أنت في المطار أم خارج المطار قلت أنا قريب من المطار، قال لا تجي أقفلت الرحلة وأقفل الخط دون إبداء أسباب لهذا الإجراء..!! لم أستوعب المكالمة ولا من هو المتصل أبلغت أفراد أسرتي بالمكالمة وأنا أحمد الله وأشكره على كل حال.. بعدها عاودت الاتصال على ذلك الرقم وسألته لماذا أقفلت الرحلة علماً بأنه بقي على موعد الإقلاع أكثر من عشرين دقيقة وأفدته أنني داخل حرم المطار وكيف تجبرني على العودة وكرت الصعود معي ولا يزال الوقت متاحاً.. قال لي معك دقيقتان بعدها لن يسمح لك بالصعود إلى الطائرة.. ولحسن الحظ أنني بعد المكالمة مباشرة كنت أمام البوابة الخارجية.. دخلت إلى الصالة فوجدت شخصاً يؤشر إليَّ من بعيد ويتمتم بكلمات غير مقبولة ولا تليق بموظف تحت مسمى الخطوط السعودية والتي شعارها (نعتز بخدمتكم) وكأنه يريد تغيير الشعار إلى (نعتز بتفيشكم) وهذا واقع تصرفه لم أعر كلماته وعباراته أي اهتمام ليس ضعفاً مني لكن الحكمة والرصانة تتطلب ألا أرد عليه.. ولم يمض على دخولنا إلى الصالة الداخلية إلا أقل من ثلاث دقائق ونحن في الطائرة وبقي على موعد الإقلاع أكثر من (15 دقيقة) وهناك أناس آخرون لم يصلوا مقاعدهم وأنا على علم بذلك!
السؤال هو من الذي منح الموظف هذه الثقة حتى يتصرف بفرديته يتصل ويمنع راكب من وصوله إلى المطار ويفاصل ويلوم ويعاتب ويتصرف كيفما شاء؟.. فإن كان مدير الخطوط السعودية في المطار فيجب عليه أن يعلن تركه العمل لأن الطريقة المستخدمة مع العملاء ليست ضمن شعار الاعتزاز بالخدمة.. وإذا لم يكن المدير فعليه أن يجد ذلك الشخص ويلحقه بالدورات التدريبية التي تعكس الصورة المشرفة لموظف الخطوط السعودية بنبل تعامله ولطف استجابته وحسن استقباله قبل أن يهتم بعدد الأشرطة المطرزة على كتفيه.. والشخص معلوم لدي بالاسم ورقم الجوال إذا رغب مرجعه التحقق من ذلك التصرف.. وإذا لم يرغب عليه الإقلال من عدد الرحلات المغادرة من مطار القصيم لظني بقلة عدد مستخدمي المطار بحجة سوء تعامل بعض منسوبي الخطوط السعودية في مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز بالقصيم.
وفي المقابل كانت رحلة العودة من مطار الملك عبدالعزيز في جدة على النقيض من إجراء موظف مطار القصيم، حيث أن الركاب استمروا في الصعود إلى الطائرة حتى بعد موعد الإقلاع المحدد بخمس دقائق علماً بأن الإعلان تم في موعده أي قبل الإقلاع بـ(45 دقيقة).. وعوداً على تصرف موظف السعودية في مطار الأمير نايف بالقصيم فأنا أعتبره إساءة ليس لعملاء السعودية فحسب وإنما إساءة مباشرة لجميع موظفي المطار، حيث إن ذلك التصرف ليس له تفسير إلا الارتجالية في الإجراءات وضياع المهنية وضعف الرقابة الإدارية وقلة الدورات المؤهلة لأصول تعامل موظف الخطوط السعودية مع عملائه.. ولن تكون مئات الملايين التي تصرف على المطار وتطويره وتجديد خدماته ورفع سمعته الدولية لن تكون ذات قيمة ما دامت الخدمة الإدارية تدار بعشوائية ومزاجية موظفين افتقدوا لاهم مؤهل لترويج السمعة المثالية عن خدمات المطار.. ولن أجد غضاضة في مقالي القادم أن أجزل الثناء وأضاعف الشكر والتقدير لإدارة المطار في حال كان التعامل الإداري على مستوى عالٍ من المثالية في الحوار والإيجابية في تحقيق المبتغى والابتسامة للعميل فهو أحوج لها من أي شيء آخر.
فإن تمنعني بأدب خير من أن تمنحني بغضب..!!.
وفق الله الجميع لكل ما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب.