أكد معالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور فهاد بن معتاد الحمد أن الكلمة الضافية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - للعلماء حاثاً إياهم على العمل الجاد لتبيان الحق والمسلك الوسطي قد جاءت في وقت مهم لوأد ما يراد لبلادنا من فتنة، ولشبابها من تهلكة في الباطل.
وأشار معاليه في تصريح إلى الجزيرة إلى أن خادم الحرمين الشريفين قاد الحرب على الإرهاب والتطرف منذ أن كان ولياً للعهد حين تبنى إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وسعى لتعميم الحوار على الصعيد الإسلامي في مؤتمر مكة المكرمة في القمة الاستثنائية الإسلامية عام 2005، ثم تواصلت جهوده - أيده الله - بالمؤتمر العالمي للحوار في مدريد عام 2008 الذي خلصت أعماله إلى تأسيس الحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات وفقاً لما اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماع عالي المستوى في نيويورك في ديسمبر العام نفسه، ومن ثم أقر مؤتمر جنيف الدولي في ديسمبر 2009 ومؤتمر فيينا يوليو 2009 الدعم الكامل لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لإشاعة ثقافة الحوار وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة بين شعوب العالم، وتوجت تلك الجهود المباركة بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بفيينا بمشاركة المملكة العربية السعودية والنمسا وإسبانيا عام 2012.
واعتبر الدكتور الحمد أن المملكة بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز سعت جاهدة لإيجاد خارطة دولية لمكافحة الإرهاب عندما احتضنت المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عُقد عام 2005. وخرج هذا المؤتمر الدولي الكبير بمجموعة من القرارات، تسهم في تعزيز التصدي للإرهاب، أبرزها تأسيس المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض.
وأشاد بالجهود الأمنية التي تقودها وزارة الداخلية للقضاء على الإرهاب وزمرته ومطاردة فلوله من خلال العمل الميداني المتواصل، أو من خلال تنظيم وضبط حركة الأموال والتبرعات للجمعيات والمؤسسات الأهلية والخيرية التي قد يساء استخدامها. لافتاً النظر إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، الذي بدأ عمله عام 2006، ودوره الذي يهدف إلى استيعاب المتورّطين في الفكر الضال وإعادة دمجهم في المجتمع وتصحيح مفاهيمهم عن طريق الاستفادة من برامج المركز المختلفة والوصول بالمستفيدين منه لمستوى فكري آمن ومتوازن لهم ولمجتمعهم، ومساعدتهم أيضاً على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي قد تواجههم.
وجدَّد معالي مساعد رئيس مجلس الشورى التشديد على ضرورة ترجمة توجهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على أرض الواقع من مختلف شرائح المجتمع، وخصوصاً العلماء، وقال: «إن الحرب على الإرهاب والتطرف لا تكون فقط بالعمل الأمني، وإنما بالتصدي لجذوره المتمثلة في محاربة الفكر المستنبت منه، سواء وجد في التعليم ككوادر بشرية أو منهجاً أو أنشطة أو في الإعلام أو في أي مجال آخر».
وشدَّد على أن الحلول الأمنية على الرغم من أهميتها الكبيرة ونجاحاتها المتواصلة في دحر خطط العابثين وملاحقتهم لن تكفي لاقتلاع ذلك الخطر المقيت عن بلادنا والعالم طالما أن أصحاب الفكر الضال وأتباع الهوى لا يزالون يضخون سمومهم بنظرة قاصرة وفهم خاطئ بين شبابنا وأبناء المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة.