أبدى الرياضيون في المملكة تعاطفهم الكبير مع المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي حقق كأس العالم المنتهي للتو والمقام في البرازيل بعد أن فاز في المباراة النهائية على منتخب جنوب أفريقيا برباعية مقابل هدفين, وقدم خلال هذه البطولة مستوى عاليا حظي بإعجاب الكثيرين, خاصة في المباراة النهائية التي نقلت على الهواء مباشرة, وبذلك احتفظ منتخبنا الأخضر بالكأس التي سبق وأن حققها عامي 2006 و2010, وقد طالب بعض المنتمين للوسط الرياضي بتكريم خاص يليق بهؤلاء الأبطال الذين حققوا ما عجز عن تحقيقه غيرهم, ورفعوا علم السعودية عالياً في كل دولة حققوا فيها منجز بداية بألمانيا عام 2006، ومن ثم جنوب أفريقيا عام 2010, والآن يرفعون شعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في سماء البرازيل، ولم يكتفوا بذلك, حيث قدموا لمحات فنية صفق لها الجميع بإعجاب كبير, وفازوا على منتخبات عريقة بنتائج كبيرة, ومستويات مبهرة, فالمنتخب الفرنسي خسر من منتخبنا بخماسية, والمنتخب السويدي خسر بتسعة أهداف من منتخبنا, وفاز الأخضر على جنوب أفريقيا واليابان بسباعية وثلاثية, قبل أن يعود لمواجهة منتخب جنوب أفريقيا في المباراة النهائية ويفوز عليه برباعية..!
هذا المنتخب الذي لم يلتفت له الإعلام والجمهور الرياضي في كل الإنجازات السابقة سبق وأن حظي باستقبال كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد أن حقق كأس العالم عام 2006 الذي أقيم في ألمانيا وكانت أول بطولة يحققها منتخب ذوي الاحتياجات على المستوى العالمي, وقد كرم خادم الحرمين الشريفين وقتها أفراد البعثة بشكل كامل, وحثهم على مواصلة المسيرة, ومن ذلك الوقت والمنتخب السعودي لا يغادر أي بطولة عالمية إلا ويحققها.
ورغم أن الإعلام الرياضي والجمهور لم يلتفت لهؤلاء الأبطال ولم يعطهم حقهم الكامل, إلا أن ذلك الأمر لم يحبط اللاعبين وأفراد الجهازين الفني والإداري بقدر ما كان دافعاً لهم لمواصلة المسيرة, وتحقيق البطولات, ولعل تجاهل الإعلام والجمهور لهذا المنتخب البطل كان من صالحه, رغم أن اللاعبين المنجزين دائماً ما يطمحون لأن يكونوا في الصف الأمامي, ويحصلوا على التغطية الإعلامية التي تواكب منجزهم, ولكن للأسف الكبير, نحن كنا مقصرين تجاه تلك الفئة الغالية, ولم نتذكرهم إلا مع تحقيق البطولة, ورغم أن البطولة لم تكن منقولة على أي من الفضائيات العالمية إلا أننا مقصرون بحق هؤلاء الأبطال.
ويبقى أن نقول, منتخبنا السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة حقق كل منجزاته العالمية بكوادر سعودية خالصة, حيث يقوده على المستوى الفني الدكتور عبدالعزيز الخالد الذي لم يجد من ينصفه سواء في الاتحاد السعودي لكرة القدم أو في الأندية السعودية المحترفة, فالخالد تعب على نفسه وشق طريقه بنفسه, ولكن للأسف الشديد لم يجد من يقدره ولا من يثمن عمله, فكان التجاهل عنواناً رئيساً لاتحاد القدم خاصة الذي سبق وأن وعد بأن يكون للمدربين الوطنيين دور في كرة القدم السعودية, ولكنه للأسف تجاهل كثيراً المدربين المميزين من نوعية الخالد, ولذلك يجب على اتحاد القدم ومسيري الرياضة السعودية أن يستغلوا مثل هؤلاء المدربين الذين نفاخر بهم في كل المحافل, وعليه أن يوفي بوعده الذي قطعه على نفسه.
ختاماً.. نحن كإعلام قصرنا, ولكن نتمنى أن يكون لهؤلاء الأبطال تكريم خاص يليق بهم, سواء من قبل الدولة -حفظها الله- التي لم تقصر مع الجميع, أو من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية, فمثل هؤلاء الأبطال الذين أغدقوا علينا الفرح، وفي المقابل تناساهم الجميع، هم بحاجة لوقفة صادقة لزرع البسمة على شفاههم, ولعل البداية تكون باستقبالهم استقبالا يليق بأبطال حققوا كأس العالم, ومن ثم تكريمهم تكريما يليق بهم, والبحث عن مشكلاتهم لمعالجتها, فقد جمعتني ببعضهم اتصالات بعد أن حققوا كأس العالم 2010 وكان بعضهم يشتكي من بعض الأمور التي لو علم عنها المسؤول لأسرع في تحقيقها لهم.