مازلت أذكر تلك المشاركة البائسة والتي ألقاها أحد الطلبة بالطابور الصباحي بعد أن باركها أحد الأساتذة والتي كانت بعنوان هو الأغرب!
هل التلفاز محرّم لذاته أم محرّم لما فيه؟
أعتقد عزيزي القارئ أنك فهمت الآن لمَ أطلقت «بائسة» أعلاه!
فهو حرام على كل حال!! ولا أخفيكم فقد سمعت مشاركة الطالب بتململ، والتي احتوت على عدة فتاوى لم أقتنع بأي منها والتي كانت كلها تقول للطلبة بأنّ التلفاز الموجود بكل بيت من ببيوتكم حرام ومنكر!
وبعد سنوات أضاء سؤال بذهني: لم يتم تحريم التقنية؟ - أو بالأحرى - لم يتم النظر للتقنية بنظرة ملؤها ريبة وتوجس؟
حتى يبلغ الأمر بهم لصب سيل من رصاص الفتاوى
للمحاولة - عبثاً - الإجهاز عليها؟
فمن تلفاز لبث حي لجوال لإنترنت وحتى طال الأمر البلوتوث المسكين!
إنّ من علامات تخلُّفنا أن نبقى متقوقعين خائفين كعصفور يرجف بين الحصى خشية العواصف
كيف نكون كذلك ونحن ندين بالدين الحق؟ دين الإسلام؟
الدين الذي ينبغي أن يصل إلى الآفاق؟
كيف سيتحقق ذلك دون استثمار التقنية لا التوجُّس منها!
المنطق يقول «الاستخدام السيئ للتقنية هو المحرم» فالتقنية بريئة كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.
مثال: الدش كان يرمى بزمن من الأزمان «بالشوزن» لأنه قرن شيطان !!
إذن التقنية سكين تستطيع «أن تنحر مسلماً بها على الطريقة الداعشية»، وتستطيع أن تقطع بها برتقالة لتنثر أجزاءها بين أطفالك!
وقد دار سجال قبل فترة عن السينما وبأنّ افتتاحها يُعد افتتاحاً لدور للمنكر!
ألم أقل لكم إنّ التقنية تحارَب لذاتها؟
بلاد كبلادنا بمقدراتها الهائلة حري بها ليس أن تفتتح دوراً للسينما فحسب، بل بأن تحوّلها لصناعة ننشر بها همومنا.. أحلامنا.. قضايانا.. أفكارنا.