صرّح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الاثنين عن رغبة بلاده في طرق كل السبل الدبلوماسية لانهاء الصراع في أوكرانيا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي عشية اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيترو بوروشينكو «نحن مستعدون.. لأي صيغة تؤدي إلى نتيجة» مشيرا إلى أن هدف موسكو هو «مساعدة الاوكرانيين على التوصل لاتفاق فيما بينهم.»
وأضاف لافروف أن بلاده تأمل أن يتطرق اجتماع اليوم الثلاثاء في مينسك إلى الوضع الإنساني في شرق أوكرانيا وأن يتفق جميع الأطراف على ضرورة تقديم المزيد من المساعدات للمدنيين هناك. كما ذكر لافروف أمس الاثنين ان عرض الانفصاليين الموالين لروسيا لعشرات من اسرى الحرب الاوكرانيين امام الاهالي في دونيتسك الاحد ليس مهيناً.
وصرّح في مؤتمر صحافي «لقد شاهدت صور العرض، ولم ار فيها شيئا يمكن اعتباره مهينا». واضاف «اما بخصوص اية معاملة مهينة لاسرى الحرب، فلندع المحامين يتولون امر ذلك». وكان لافروف يشير الى عرض ما بين 40 الى 50 جنديا اوكرانيا امام السكان في ساحة لينين بوسط المدينة. ولقيهم الجمهور بصيحات الاستهجان وهتافات «فاشيون, فاشيون!»، والقوا الزجاجات الفارغة والاطعمة الفاسدة على الجنود الذين ساروا مطأطئي الرؤوس وايديهم خلف ظهورهم. وجاء ذلك العرض في الوقت الذي تحتفل فيه اوكرانيا بعيد الاستقلال، ووصفت نائبة مديرة هيومن رايتس واتش راشيل دنبر على تويتر عرض دونيتسك بأنه «مذل ومهين» ويتعارض مع اتفاقات جنيف.
في غضون ذلك اعلن لافروف أمس الاثنين ان موسكو سترسل قافلة انسانية ثانية الى شرق اوكرانيا خلال الايام المقبلة، وانها ابلغت كييف بذلك، بعد ايام من دخول قافلة اولى كانت موضع جدل الى الاراضي الاوكرانية.
وقال الوزير في مؤتمر صحافي «ارسلنا امس (الاحد) مذكرة رسمية الى وزارة الخارجية الاوكرانية اشرنا فيها الى نيتنا ارسال قافلة انسانية جديدة» وتتضمن المذكرة تفاصيل حول محتوى القافلة. وارسلت روسيا الجمعة قافلة من 230 شاحنة تحمل 1800 طن من المساعدات الى مدينة لوغانسك، التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق اوكرانيا، من دون ان يرافقها مراقبو اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
واتهمت موسكو كييف بالمماطلة وتاخير مرور القافلة عمدا. وادانت اوكرانيا والدول الغربية تحرك موسكو الا ان القافلة عادت الى روسيا السبت من دون وقوع اي حادث. وتابع لافروف «نريد ان نتفق على شروط ارسال القافلة على الطريق ذاتها وبالمشاركة ذاتها من قوات حرس الحدود الاوكرانية وضباط الجمارك في اسرع وقت ممكن».
واضاف «نحن مقتنعون بان علينا تنفيذ ذلك الاسبوع الحالي»، مشيرا الى ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمات اخرى حذرت من تدهور الوضع الانساني في شرق اوكرانيا. في غضون ذلك اكدت اوكرانيا أمس الاثنين اندلاع مواجهات بين قوة حرس الحدود ورتل من «عشرات» المدرعات والدبابات دخلت الى اراضيها من روسيا جنوب البلاد قرب بحر ازوف. وصرح المتحدث الامني ليونيد ماتيوخين لفرانس برس ان «رتلا من عشرات الدبابات والمدرعات خرقت الحدود الاوكرانية» في المنطقة القريبة من مدينة ماريوبول الصناعية الاوكرانية. واضاف ان «حرس الحدود اوقف الرتل ... والمعركة مستمرة»، من دون اضافة اي تفاصيل.