شوربة دجاج للروح

صالح بن محمد الخزيم

بعد ثلاث سنوات صعبة انتهى «جاك كانفيلد» وصديقه «مارك هانسن» من تأليف كتاب جمعا فيه العديد من قصص النجاح الملهمة، وجمعا أيضاً معه ديوناً كبيرة وصلت إلى 140 ألف دولار؛ لكن الصديقان المتفائلان لم يتوقفا وانطلقا للبحث عن وكيل أدبي ليسوق كتابهما على دور النشر، وعندما اتفقا معه بدأ الوكيل بأخذ مسودة الكتاب وعرضها على كبريات دور النشر ولكن المفاجأة أنهما واجها 144 رفضاً من دور النشر، بحجة أن الكتاب «إيجابي أكثر من اللازم» وأن الكُتب التي تباع الآن هي قصص الحب والقصص الخيالية وجرائم القتل، وليس هناك من سيشتري الكُتب التي تتحدث عن قصص النجاح، حتى أن وكيلهما يئس من كثرة الرفض، وقال لهما: (لا أحد سيشتري منكم القصص القصيرة، خاصة تلك التي تفتقد للعنف)!

لكن «جاك كانفيلد» وصديقه أصرا على نشر الكتاب والترويج له بكل الوسائل فبحثا عن دار نشر أخرى، وانطلقا بكتابهما إلى رابطة الكُتاب الأمريكيين بدلاً من أن يتجها إلى وكيل آخر، ووضعا في حقيبتهما ألفي نسخة منه وقدما نسخة لكل ناشر كانا يعثران عليه، وفي اليوم التالي تابع الصديقان رحلتهما ويبدو أن الحظ حالفهما حيث وقعت نسخة من الكتاب في يد ناشر يعمل في دار نشر غير معروفة كانت على وشك الإفلاس، فقرأ الناشر كتابهما في تلك الليلة وبسرعة اتصل بهما في الصباح حيث أبلغهما بالموافقة على نشر الكتاب، و»يالها من أخبارٍ سارة» لقد تم الاتفاق بينهما وتم نشر كتابهما في عام 1997م. وحمل اسم «شوربة دجاج للروح» والمفاجأة أن هذا الكتاب الذي واجه العديد من الرفض أصبح من أكثر الكتب مبيعاً على قائمة مجلة نيويورك تايمز بعد أربعة عشر شهراً وظل كذلك قرابة عامين، كما أن الكتاب نتج عنه سلسلة طويلة من الكتب التي تحمل اسم «شوربة دجاج» وكل منها موجه إلى شريحة معينة من الجمهور، كل تلك السلسلة نجحت نجاحاً كبيراً، وأصبحت عناوينها تظهر دائماً ضمن قائمة مجلة نيويورك تايمز، وتم بيع أكثر من مئة مليون نسخة من الكتاب وترجمت إلى 36 لغة، وأصبح جاك وصديقه مارك من أكثر المدربين شهرة في أمريكا.

نعم قد تتعثر وأنت تمشي في دروب الحياة ولكن حتى تصل إلى ماتريد يجب ألا تتوقف. وتذكر أن جميع الناجحين كانوا يثقون بقدراتهم وإمكانياتهم ويطورونها لتحقيق أهدافهم التي لطالما حلموا بها.

لا تتخل عن حلمك أبداً مهما واجهت من مشاكل وعقبات، فالإصرار هو من سيجلب لك حلمك.

كل خطوة تتقدم بها إلى الأمام هناك العديد من العقبات التي تواجهك، لا تجعلها توقفك بل اعمل على كسرها لتكمل طريقك وتصل إلى هدفك الذي تريده.

لا تنسى أن أبواب النجاح والسعادة كثيرة ومستحيل أن تُغلق جميعها في وجهك، كل ما عليك أن تبحث عنها جيداً، فبعض الأبواب تحتاج فقط لمن يطرقها لتُفتح.

يقول جاك كانفيلد: (بعض الناس ينسحبون بعدما يتقدمون بطلب واحد على استحياء، وينسحبون أسرع من اللازم، لذلك استمر في عرض طلبك حتى تجد إجابة عنه؛ في عالم المبيعات عادة ما تتلقى أربعة أو خمسة ردود رافضة قبل أن تحظى بالموافقة). «دمتم بحفظ الله».