أوضح الدكتور إبراهيم بن مقحم المقحم رئيس قسم المناهج وطرق التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) وضع العالم أمام حقيقة مهمة عندما أنشأ المركز الدولي لمكافحة الإرهاب عام 2005م إثر معاناة المملكة من الإرهاب الذي طالها وتصدت له بالتخطيط والفكر ودعم الوحدة الوطنية مما جعله ينحسر بصورة جعلت العالم يلجأ إلى التجربة السعودية في التصدي للإرهاب الذي استشرى في العديد من دول العالم، ثم كان إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة في سبتمبر 2012م بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين توكيدًا للالتزام السعودي في التصدي لظاهرة الإرهاب التي عاثت في الأرض فسادا وخلفت أفكارًا هدامة، فما يعرف في المسمى الاعلامي حاليًا بالربيع العربي وما ارتبط به من أحداث إرهابية في العديد من دول العالم هو نتاج أيديولوجيات ومنظمات وجماعات منحرفة شوهت صورة الإسلام الذي هو دين الرحمة والسلام والعدل.
وقال الدكتور المقحم إن الرسالة السعودية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في كلمته التاريخية وفي لقائه بالأمراء والوزراء والعلماء خيط أمان يجب التمسك به والانطلاق منه، وهذا لن يتحقق بالأماني بل لابد من صدق النوايا، فالتوجهات التي تخفيها الحركات الإرهابية تهدف إلى تمرير أهداف سياسية وعقدية في إطار ثورات وهمية وأيديولوجيات مفضوحة ضللت الشعوب العربية والإسلامية وأشغلتها عن التنمية والبناء ووجدت ـ للأسف الشديد ـ من يؤيدها من دول عالمية وإقليمية لتمرير المخططات الشريرة في عالمنا العربي والاسلامي.
وأضاف المقحم أن كلمة الملك عبدالله اتسمت بالوضوح والصراحة والخوف على مستقبل أبنائه في هذا الوطن وأبناء العرب والمسلمين، وأبناء العالم أجمع ممن ينشدون العدل والسلام، يقول « من مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية أدعو قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام».وقال الدكتور إبراهيم المقحم «الواقع يعني ضرورة بناء عالم يلتحف العدل رداءً والتنمية قاعدة والسلام خيارًا استراتيجيًا وهذا لن يتأتى في ظل ما نشاهده من إرهاب وخلافات ومخططات شريرة، فلقد أبان خادم الحرمين أن هذا المستقبل المخيف ستكون ضحاياه الدول التي تلطخت أيديها بالإرهاب فكرًا وتخطيطًا ودعمًا، يقول حفظه الله « اليوم نقول لكل الذين تخاذلوا أو يتخاذلون عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة بأنهم سيكونون أول ضحاياه في الغد» وإن شعوبنا العربية والإسلامية تقف في مواجهة الإرهاب ومؤيديه الذين لن يستثنوا أحدًا من مخططاتهم ومؤامراتهم، ولكن صدق النوايا بين القيادات السياسية ووضوح الفكر لدى العلماء الشرعيين ورجال التربية والتعليم والإعلاميين سبيل لتحجيم خطر الإرهاب والقضاء عليه، والتجربة السعودية في مكافحته أصدق برهان على ذلك، ودعم خادم الحرمين للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب ماليًا ومعنويًا قوة وخطوة ينبغي على الدول جميعها أن تحذو حذوها لاستئصال شأفة الإرهاب من عالمنا وسيادة العدل والسلام.
حفظ الله لهذا الوطن قيادته الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز (حفظهم الله) وأدام على هذا الوطن أمنه واستقراره ورخاءه وأوطان المسلمين والعالم أجمع.