صحيح أن الشغب لدينا في الملاعب الرياضية لم يصل بعد إلى درجة الظاهرة ولله الحمد، لكن هذا لا يعني عدم اهتمامنا بالموضوع وتركه للظروف لنجد أنفسنا ذات يوم أمام واقع مرير يصعب علينا وقتها التعامل معه، ولعل ما حدث في مباراة الهلال والسد القطري الأخيرة آسيويا من نزول أحد المشجعين إلى أرضية الملعب قابله تصرف قاسٍ من رجل الأمن، ليثير الكثير من المطالب لدى الجهات الأمنية حول استحداث إدارة مختصة بأمن الملاعب، تعمل على تهيئة كوادر أمنية متطورة في هذا المجال، إضافة إلى وجود مراقب أمني يتبع لجهة ذات علاقة، يتمثل دوره في كتابة وتدوين ما يشاهده والرفع بملحوظاته وتوصياته أسوة بالمراقب الفني للمباراة، مع التقدير لجهود رجال الأمن وحرصهم على سلامة الجميع.
وحادثة كهذه ينبغي أن يكون التعامل معها منطلقاً من أسس حديثة وبأسلوب صحيح، لا سيما أن الأمن كان بإمكانه ضبط المشجع بطريقة أخف وطأة من الضرب المبرح وملاحقته على مرأى حضور جماهيري كبير يقارب 65 ألف متفرج والكاميرات الناقلة للحدث القاري.
الحادثة شهدت ردة فعل قوية على مختلف الوسائل الإعلامية، اتفق غالبيتها على تجاوز المشجع للأنظمة المحددة بنزوله للميدان وعدم حاجة رجل الأمن لاستخدام القوة المفرطة، فالرياضة تزينها جماهيرها وتجعل المباراة أكثر جمالاً وحماسة، وعند عزوف الجمهور عن الحضور تصبح اللعبة مملة وباردة، فلعبة بدون جمهور كطعام بلا ملح!! لا سيّما أننا مقبلون على استضافة كأس الخليج للمنتخبات وغيرها من البطولات مستقبلاً، كذلك ما أمر به خادم الحرمين الشريفين من إنشاء أحد عشر استاداً رياضياً جديداً في جميع المناطق؛ دعما لقطاع الشباب والرياضة، الأمر الذي يستدعي تضافر جهود عناصر المنظومة الرياضية لمواكبة تطلعات القيادة بهذا الشأن.