لا غرابة أن يخرج لنا جيل مغيب الضمير قاسي القلب يقتل وينهب و يسلب ويُرهب كل من يقابله بأسلحته الفتاكة وبالسلاح الأبيض السواطير والسكاكين والأحزمة الناسفة وقتل الناس بقطع رؤوسهم كالبهائم وإحراقهم أحياء بكل قسوة نتيجة ثقافة الإرهاب الذي لا ينبت إلا جيل القسوة، وقد شخص هذا الداء حكيم العرب خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في خطابه اللاذع الذي وجهه للعالم بأكمله؛ حيث قال (هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقباً ما يحدث في المنطقة بأسرها، غير مكترث بما يجري، وكأنما ما يحدث أمر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له أي تبرير، غير مدركين بأن ذلك سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضاً السلام، ومؤمناً بصراع الحضارات لا بحوارها).
الإرهابيون يفعلونه باسم الدين أي يتلبسون عباءة الدين فيقتلون أنفس بريئة قد حرم الله قتلها، وأضف إلى ذلك يتباهون في قتلها ويمثلون بها ويقومون والعياذ بالله بنشر تلك الجرائم، وكل ذلك باسم الدين، والله إن الدين من هذه الأعمال براء، قد شوهوا صورة الإسلام، النقية الصافية الذي يحرص على حفظ الأنفس وألصقوا به كل أنواع الصفات السيئة بما يقومون به من أفعال قبيحة وإجرام، فأصبح كل من لا يعرف الإسلام على حقيقته معرفة تامة يظن أن ما يصدر من هؤلاء الخونة يعبر عن رسالة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}..
الإسلام دين الرحمة يجب على علماء المسلمين التوضيح للمسلمين وغيرهم حقيقة تلك الأحزاب والتنظيمات الإرهابية التي لا تمت للدين بأي صلة وأن ما تقوم به من أعمال إرهابية يخالف النهج الإسلامي القويم..
هذا ما أردت توضيحه، والله من وراء القصد..