مقولة خلدها التاريخ ونقلها الأجيال (وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة) لكن للأسف هناك من يضيف (تجُره للوراء). وهذه المقولة من أقوال الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت. المرأة عظيمة: ترى من هي المرأة العظيمة؟ هي الأم؟ هي الأخت؟ هي الزوجة؟ العمّه والخالة والجدة؟.
لا شك أن الرجل العظيم وراءه امرأة عظيمة وعِظمه من عِظمها. فهي تعمل بالخفاء وراء الكواليس Backstage لا تِكل ولا تمِل. فهي المؤثرة في حياته وقرارته وسكونه. وكلمة الكواليس هي كلمة فرنسية الأصل تعني قطعة من الخشب ذات أخدود ينزلق فيه لوحٌ أو صورة جدارية. المرأة هي المحرك لعواطف الرجل وتصرفاته تستطيع أن تشكله كيف تشاء ومتى أرادت والقليل من الرجال الذين يستطيعون الفرار من مجال سيطرة المرأة. ومع هذا فإن السيطرة إما إيجابية أو سيطرة سلبية.
هناك من الرجال منْ يُنكر الجميل حين يقف على قدميه، ينكر جميل المرأة التي وقفت إلى جانبه وهي في الظل لا تريد سوي أنْ يضع رجليه في طريق المجد. تُرى هل يتنازل الرجل عن عظمته وعنفوانه ويكون في الظل خلف الكواليس لامرأة عظيمة. لكنْ الحذر أيها الرجال من المرأة حين تنتقم من الرجل الذي أذلها وأهانها؛ فهي تنسى كل شيء إلا جرح كرامتها وكبريائها.
قال سقراط لأحد تلاميذه وهو ينصحه بالزواج: «تزوج يا بني... فإن وفقت في زواجك عشت سعيدا..... واذا لم توفق... صرت فيلسوفاً...»
(المرأة ريحانة الرجل)، شريحة من نساء مجتمعنا تعاني من تصرفات الرجل غير المنطقية وغير المقبولة، تصرفات الرجل تنُم عن الجهل، المرأة التي حفظ حقوقها ديننا الاسلامي الوسطي السمح. من ينكر دور المرأة في المجتمع فهو ينكر المجتمع كله إنها المرأة. المرأة من خلف الكواليس تعمل بصمت وجلد وتسعى لتحقيق ما عجز عنه الرجل الذي يدور حول نفسه، من ينكر دور الأم ودعاءها وبكاءها وصبرها على ابنها المبتعث في بلاد الله الواسعة.
بعض نساء مجتمعنا يعملن بصمت من وراء الكواليس من خلف الستارة ومع هذا تواجه بعض التحديات من رجال ينكرون المواقف الإنسانية التي وقفوها مع ازواجهم. المرأة تريد أن تطوي تلك الستارة وتري النور وتحقق أهدافها وطموحاتها في ظل تعاليم الإسلام وقيم المجتمع.
في المقابل، هناك نساء في مجتمعنا لهُن دور كبير في دوران عجلة التطور والتنمية، فهي التي تضع الجزء الأكبر من اللبنات الأساسية في المجتمع، لكونها المربية الأولى للأجيال. إن دور المرأة في المجتمع له صدى مميز وكبير في المجال الطبي والعلمي والجامعي ومجلس الشوري والمحاماة والعمل التطوعي والحوار الوطني. ومع هذا فالمجتمع السعودي مجتمع ذكوري والمرأة وعليها المطالبة بحقوقها التي كفلها الاسلام وإزالة الستارة والعمل من أمام الكواليس وليس من خلفها. والمرأة أقدر من الرجل في بعض الأعمال التي تخصها فلماذا يقوم بها؟ أعتقد أن المرأة اصبحت جزءا فعالاً في المجتمع ولها دور قيادي، وفي كل يوم نسمع أو نقرأ ما يسر ويثلج الصدر منْ قرارات في عصر المرأة الذهبي في عهد الملك عبدالله.. من «التهميش» إلى «صناعة القرار»
أخيراً.. أشار تقرير وزارة التخطيط السعودية (2010 - 2014) إلى أن «نسبة مشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة متدنية، ولا تتجاوز 20% مقارنة بمشاركة المرأة الخليجية التي تصل في القوى العاملة إلى أكثر من 40%. هذه النسبة سوف ترتفع إن شاء الله فهي تمثل 50% من عدد السكان ومن حقها تصل50% من القوة العاملة.
من اقوال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- عن المرأة (المرأة هي أختي وأمي وزوجتي وبنتي ولها حقوق شرعها الإسلام، وأنتم تعلمون ذلك).