القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - نهى سلطان - صافيناز صقر:
أكد علماء الأزهر الشريف ومفكرون إسلاميون أن المملكة العربية السعودية لها دور بارز منذ سنوات عديدة في مكافحة الإرهاب والذود عن حياض الإسلام ،وإبراز سماحة الدين الإسلامى التي شوهتها الجماعات التكفيرية التي ترفع شعارات دينية وهى بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي الذى جاء رحمة للعالمين.
وأوضح العلماء والمفكرون أن وجود المملكة على رأس محاربى الإرهاب إقليميا ودوليا ينزع الشرعية عن تلك الجماعات الإجرامية المنتشرة في العالم ،لأن المملكة تمثل مكانة كبيرة في نفوس المسلمين في شتى بقاع الأرض ،وهي منزلة اكتسبتها من قدسية بعض أراضيها، لذلك كان وجود المملكة في خندق الحرب على الإرهاب في غاية الأهمية،ولعل هذا ما دفع تلك الجماعات الإرهابية إلى محاولة العبث في السعودية ،لكن يقظة الأمن السعودى ودور رجال الدين الذين ينتهجون المنهج الوسطي أفشل مخططات الإرهاب.
وأشاد العلماء والمفكرون في تصريحات خاصة لصحيفة «الجزيرة» بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «يحفظه الله» في الحرب على الإرهاب، مؤكدين أن المليك صاحب دور تاريخي ومؤثر في استئصال الإرهاب ،وثمنوا جهوده الدائمة «يحفظه الله» في مكافحة الإرهاب منذ توليه السلطة وحتى الآن ،وأنه ينطلق من رؤية ثاقبة وممنهجة للقضاء على تلك الآفة الخطيرة التي روعت الآمنين وخربت البلاد وشوهت صورة الإسلام السمحة.
وأكدوا أن جهود خادم الحرمين الشريفين والمملكة في الحرب على الإرهاب سوف تؤتي ثمارها وسوف يندحر الإرهاب أمام الإصرار والعزيمة، وفي البداية أمام وسطية الإسلام التي تجب كل الدعاوي التكفيرية. وأشار علماء الأزهر والمفكرون إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يستحق بفضل جهوده في الحرب على الإرهاب لقب داعية السلام بلا منازع حيث بذل جهودا غير مسبوقة في كافة الاتجاهات من أجل السلام والأمن والاستقرار ليس في المنطقة وحدها بل في العالم أجمع.
وذكر العلماء والمفكرون ما قاله المليك أمام العالم لدى افتتاحه مؤتمر حوار الحضارات قبل سنوات عندما أكد أنه جاء من مهوى قلوب المسلمين، من بلاد الحرمين الشريفين حاملا معه رسالة من الأمة الإسلامية، ممثلة في علمائها ومفكريها الذين اجتمعوا مؤخرا في رحاب بيت الله الحرام، رسالة تعلن أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح، رسالة تدعو إلى الحوار البناء بين أتباع الأديان، رسالة تبشر الإنسانية بفتح صفحة جديدة يحل فيها الوئام بإذن الله محل الصراع، وأعلن على الملأ أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى النزاع والصراع، وأن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان، ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع كل دين سماوي ، وكل عقيدة سياسية، موضحا أن البشرية اليوم تعاني من ضياع القيم والتباس المفاهيم ، وتمر بفترة حرجة تشهد بالرغم من كل التقدم العلمي تفشي الجرائم ، وتنامي الإرهاب وتفكك الأسرة والنزعات العنصرية البغيضة، وهذه كلها نتائج للفراغ الروحي الذي يعاني منه الناس بعد أن نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ولا مخرج لنا إلا بالالتقاء على كلمة سواء ، عبر الحوار بين الأديان والحضارات .
وأكد العلماء والمفكرون أن المليك في كلمته هذه شخص ببصيرة نافذة وفكر خلاق أسباب تفشي الإرهاب في العالم ،كما حظي مقترح خادم الحرمين بإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب تحت مظلة الأمم المتحدة بتأييد عربي وإسلامي واسع. وأوضحوا أن خادم الحرمين الشريفين نجح منذ مبايعته في القضاء على الإرهاب الذي واجه المملكة وشن حرباً لا هوادة فيها على أنصار القاعدة الذين نفذوا سلسلة من الاعتداءات الدامية منذ مايو 2003 واتخذ خطوات من شأنها عدم تكوين خلايا إرهابية مستقبلا، حيث تعهد مراراً بالقضاء على الإرهاب ،مؤكدين أن الملك عبدالله بن عبد العزيز خطا خطوات واسعة للقضاء على ظاهرتي العنف والتطرف،حيث لم يكتفِ بالحل الأمني فقط، بل اعتمد آلية الحوار لتحقيق الاستقرار الأمني.
في البداية أشاد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة بموقف المملكة العربية السعودية الرافض لكل مظاهر الإرهاب والتطرف، وبكافة الخطوات التي تخذتها المملكة في مواجهة الجماعات والمنظمات الإرهابية. ووصف جمعة الإجراءات السعودية ضد الإرهاب بأنها دائما تكون «ضربة موجعة قوية» لتلك الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وستسهم في القضاء على الإرهاب.
وشدد وزير الأوقاف المصري على أن العالم يخوض حربا ضد الإرهاب الذي لا دين ولا لون ولا وطن ولا وفاء ولا عهد له، وبالتالي فللدور السعودي أهمية كبيرة في هذه الحرب، لما للسعودية من منزلة رفيعة لدى المسلمين.
وحذر وزير الأوقاف المصرى، كل من يرعى الإرهاب أو يدعمه من أنه سيكتوي بناره يومًا ما، وسيندم حين لا ينفع الندم، كما حذر من خطورة تبني الجماعات المتطرفة، مؤكدا أن دعمها يعد جريمة في حق الإنسانية، وأن التخلي عن مواجهتها خيانة وطنية. وقال وزير الأوقاف المصري إن دعوة خادم الحرمين الشريفين لمكافحة الإرهاب تستحق التقدير والتفعيل، لكونها تأتي تعبيرا عن الإدراك الكامل لواقع الإرهاب وخطورته، وكونها صادرة من شخصية في وزن وثقل خادم الحرمين الشريفين تزن كلامها بدقة، وتعي ما تقول، ومتى تقول، وتدرك حجم التحديات وموازين القوى،وطالب جمعة الدول الإسلامية وعلى رأسها السعودية، بوقفة رجل واحد في مواجهة التحديات الصعبة ومنها الإرهاب مؤكدا أن هذه الوقفة يمكن أن تقصر أمد المواجهة مع الإرهاب وتقلل من كلفته على الأمة كلها، وتنقذ أوطاننا وأمتنا العربية من ذلك الخطر المحدق.
فيما أكد الدكتور محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر، على الدور السعودي الرائد في الحرب على الإرهاب، وشدد على أهمية تصدي المملكة لهذا الخطر الداهم لما تعيشه المنطقة العربية من استهداف ولوجود مخططات خارجية وممارسات من قبل جماعات وفصائل لاتريد سوى السلطة والنفوذ ومدخرات البلدان العربية وذلك بعد ثورات الربيع العربى، وبالتالي هنا يتبدى دور المملكة العربية السعودية في الحفاظ على تماسك الجبهة العربية في مواجهه الفكر المأزوم الموجود في هذه الجماعات التي توظف سياسيا للسيطرة على السلطة والاموال، وما تقوم به المملكه ومصر الآن معا هو أن تحافظ على هذا التماسك والتكاتف حاليا في ظل الظروف التى تمر بها المنطقة، والمرحلة الفارقة في الوطن العربي. وقال الجندي إن العالم في حاجة ماسة لتفعيل مركز الملك عبدالله لمكافحة الارهاب، مؤكدا أن المملكة وشركائها من الدول العربية والإسلامية والدولية قادرون على سحق الإرهاب، وفرض الامن والاستقرار والقضاء على تلك الجماعات الارهابية الممولة من أعداء الأمة. وأضاف الجندي أن خادم الحرمين عهدنا فيه دائما أن يتخذ خطوات وقرارات بناءة لخدمة الإسلام وتأكيد مفاهيمه السمحة، وأنه يسعى دائما ليكون الإسلام فعلا لا قولا، من خلال منهج التطوير والاجتهاد الذي يتبناه خادم الحرمين.
في حين قال الدكتور عبدالله النجارعضو مجمع البحوث الإسلامية وأستاذ الشريعة بجامعة الازهر الشريف أن السعودية لها دور أساسي في مقاومة الإرهاب، ويأتي أهمية الدور السعودي من زوايتين الاولى أنها دولة متدينة وملتزمة بالفرائض والايمان بالله والحرص على الشعائر من خلال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا الالتزام الديني هو نوع من مكافحة الارهاب، أما الفكرة الثانية انها دولة منتظمة من ناحية السلوك العام للمواطن وحب الوطن وحبه للمملكة، وحرصه على اتباع النظام والطاعة لله ورسوله والطاعة لولي الامر، وبالتالي فالمملكة العربية السعودية فيها كل المقومات التي تقاوم فكرة الارهاب ،لأن الإرهاب في الغالب يقوم على وتر الفقر والاحتياج الاقتصادي وانحلال المجتمعات، لذلك تعتمد التيارات الارهابية على الفقر وقلة الدخل وادعاء التدين في مواجهة المجتمع لتجنيد المغرر بهم ،ولعل هذا ما منع الغالبية العظمى من الشباب السعودى ،حيث توفر المملكة للافراد لديها الدخل المرتفع والرعاية الشاملة وتوافر الخدمات والتكافل الاجتماعي ،فضلا عن تدين المجتمع يجعله بمنأى عن الدعوات الزائفة المطالبة بالعودة لصحيح الدين، لكن لأن الإرهاب ظاهرة عالمية وتقف خلفه أجهزة مخابرات دولية كبيرة فقد تسلل بعض الإرهابيين للداخل السعودي ومارسوا عنفا وإرهابا ضد أرض الحرمين، مما دفع المملكة لأن تشن حربا ضروسا على تلك الجماعات الإرهابية،ولعل دعوة الملك عبدالله لإنشاء مركز لمكافحة الارهاب جاء في توقيت هام جدا لأن الارهاب يريد اجتياح العالم العربي والاسلامي والاصرار على العبث بالدول العربية ،فالارهاب الآن أصبح يحيط بكل الدول العربية الاسلامية من جميع الجهات وكأنه يشبه الطوق، لذلك فالتكاتف والتلاحم هو الحل الوحيد لمواجهة هذا الخطر الارهابي الذي اعد بإحكام .
من جانبه ثمن الدكتورأحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر الدور السعودي في الحرب على الإرهاب،خاصة أن المملكة مثلها مثل بقية الدول العربية والإسلامية لم تسلم من شرور الإرهاب، لكن الجهود الأمنية والإعلامية والفكرية لقادة المملكة ساهمت في تخفيف وطأة الإرهاب، وقال كريمة: إنه يقدردعوة خادم الحرمين الشريفين لقادة وعلماء الأمة الإسلامية لتحمُّل مسئولياتهم في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، لمواجهة من يحاولون اختطاف الإسلام وتحريف رسالته السامية وأهدافه النبيلة، مشددا على أهمية تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، مؤكدا أن الملك عبدالله بن عبد العزيز حاكم مسلم عربي اصيل ومستنير، تمرس في العمل السياسي وله انجازات متعددة في خدمة الدعوى الاسلامية، واستطاع ان يحمي المملكة وشعبها وينأى بها عن الصراعات في المنطقة، لما له من خبرة سياسية حكيمة، فضلا عن خدمته لشعبه بإخلاص، داعيا الله أن يجنب المملكة شرور الإرهاب الحاصل بالمنطقة لأن المملكة لها مكانة كبيرة في المجتمع الاسلامي واي اختلال يصيبها يعود بالسلب على الامة الاسلامية بأكملها.
ويقول الداعية الإسلامي الدكتور أسامة القوصي: إن المملكة العربية السعودية تأخذ على عاتقها منذ سنوات طويلة مسئولية مكافحة الإرهاب لعدة أسباب، أولها دفاعا عن الإسلام ،حيث إن تلك الجماعات الإرهابية التي ترفع شعارات إسلامية هي أبعد ما يكون عن سماحة ووسطية ورحمة الدين الإسلامي الذي جاء رحمة للعالمين، ولأن المملكة العربية تضم مهبط الوحي «مكة المكرمة والمدينة المنورة» فهي تهتم بمواجهة الغلاة الذين يشوهون الدين بأكثر مما شوهه الأعداء، والسبب الثاني أن السعودية نفسها اكتوت بنيران الإرهاب منذ سنوات عديدة ،حيث قام الإرهابيون بالقتل والتفجير والتدمير في أرض الحرمين الشريفين دون وازع من دين أو ضمير ،لذلك شنت السعودية حربا ضروسا على الإرهاب للحفاظ على أرواح مواطنيها وضيوفها وأمنها القومى. وشدد القوصي على أن المرحلة القادمة تحتاج إلى تعاون كل الدول العربية والإسلامية لمواجهة تلك الآفة الخطيرة التى باتت وباء يهدد العالم بأسره، وخص القوصي السعودية ومصر بالاسم وقال: إن الرياض والقاهرة يقع عليهما عبء كبير في مواجهة الإرهاب لما تمثل من ثقل دولي وإقليمي مما يحتم على البلدين التوحد في حربهما على الإرهاب لاستئصال هذه الأورام الخبيثة من بلادنا ،ودفع هذه الأكاذيب التى ألحقها التكفيريون بديننا ،وطالب القوصي العرب والمسلمين بالاصطفاف وراء خادم الحرمين الشريفين في تلك الحرب المقدسة على جحافل الإرهاب التى تعيث في كل مكان. وتمنى الداعية الإسلامى أن يحدث تعاون عسكري سعودي مصري في هذا الصدد . وقال: أتمنى من الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنشاء قوة انتشار عسكري سريع تكون نواة لقوة عربية مشتركة يكون هدفها الأول هو ملاحقة البؤر الإرهابية في كل مكان عربي ، لأن هناك جماعات إرهابية لن ترتدع إلا بقوة عسكرية تقضي عليها وعلى شرورها. وأوضح القوصي أن الجماعات الإرهابية في مصر والعراق وسوريا والصومال وليبيا تعمل وفق أجندة صهيونية عالمية هدفها تفتيت العالمين العربي والإسلامي.