أطلقت عناصر ميليشيا شيعية النار الجمعة على مصلين في مسجد سني شمال شرق بغداد ما أوقع 73 قتيلا على الأقل، فيما أكدت واشنطن أن قتل ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية للصحافي جيمس فولي هو «هجوم إرهابي». كذلك، تحدثت الولايات المتحدة التي تشن غارات جوية على مواقع الدولة الإسلامية في شمال العراق منذ الثامن من اب / أغسطس، عن «جريمة همجية» وفق تعبير البيت الأبيض.
وقال ضباط في الجيش والشرطة العراقيين إن الهجوم وقع على مسجد مصعب بن عمير في إحدى القرى شمال شرق مدينة بعقوبة، وكان أطباء وضباط تحدثوا في البداية عن مقتل 32 شخصا في الهجوم على المسجد السني قبل أن يؤكدوا مقتل 73 مصليا وإصابة 20 آخرين بجروح بنيران أسلحة رشاشة. ونقلت سيارات الإسعاف الجثث إلى بعقوبة على بعد 60 كيلومترا.
وقالت النائب ناهدة الدايني وهي من ديالى إن نحو 150 من المصلين كانوا في المسجد عندما وصل رجال الميليشيا عقب تفجير استهدف سيارة للأمن. وأضافت الدايني وهي سنية من القرية التي وقع بها الهجوم «هذه مذبحة جديدة». وقالت لرويترز إن الميليشيا الطائفية دخلت وفتحت النار على المصلين وإن معظم المساجد بدون أمن. وأضافت أن بعض الضحايا من عائلة واحدة وأن بعض النساء سارعن لمعرفة مصير أقاربهن في المسجد فقتلن.
ويمثل الهجوم الدموي انتكاسة لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي المتنمي للأغلبية الشيعية الذي يسعى للحصول على دعم من السنة والأكراد لمواجهة الجماعات الإرهابية الذي يهدد بتقطيع أوصال العراق. وفي أول ردة فعل للنواب السنة في الحكومة العراقية انسحب نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري من المحادثات مع الائتلاف الشيعي الرئيسي لحين إعلان نتائج التحقيقات في هجوم الجمعة. وأكد رعد الدهلكي عضو البرلمان من كتلة الجبوري تعليق المفاوضات مع التحالف الوطني بسبب هذه الجريمة.
من جانب آخر، شنت قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية عملية مشتركة فجر أمس الجمعة لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد. وتمكن المسلحون من فرض سيطرتهم على البلدتين بعد معارك ضارية خاضوها مع قوات البشمركة الكردية، مطلع الشهر الجاري. وقال شيركو ميرويس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في خانقين إن «قوات البشمركة تحركت في عدة محاور باتجاه بلدة جلولاء فجرا» مشيرا إلى أنها «تحقق تقدما بشكل مستمر، حيث فرضت سيطرتها على منطقة كوباشي الواقعة بين جلولاء والسعدية». واضاف أن «سيطرة البشمركة على منطقة كوباشي تعني قطع الطريق بين السعدية وجلولا» أي أن تحركات الإرهابيين أصبحت «تحت مرمى نيران البشمركة». واكد المسؤول الكردي مقتل عنصرين من البشمركة وإصابة تسعة آخرين فيما «قتل العشرات من المسلحين».
إلى ذلك أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن إقليم كردستان العراق يستقبل نحو 700 ألف نازح عراقي طردهم المسلحون من منازلهم. وقال المتحدث باسم المنظمة ادريان ادواردز خلال مؤتمر صحافي إن «منطقة كردستان العراق تستقبل حالياً نحو 700 ألف نازح عراقي وصلت غالبيتهم مطلع حزيران / يونيو الماضي». وتشير المنظمة إلى أن أعداد النازحين في العراق بلغت 1,2 مليون شخص بسبب المعارك عام 2014.