لا تزال بعض الأحزاب ذات الحضور الهام في الساحة السياسية تعيش انقساما داخليا رهيبا يؤشر لقرب تصدعها نهائيا بعد ان كانت كشفت امس بصفة رسمية عن قائمات مرشحيها للانتخابات التشريعية، حيث يمر قياديو حزب نداء تونس بفترات حرجة جراء غضب كبار رجال الأعمال الذين يتولون تمويل نشاطات النداء في الداخل والخارج على خلفية تفضيل زعيم النداء الباجي قائد السبسي نجله على باقي مناضلي الحزب وترشيحه على رأس قائمة التشريعية في العاصمة تونس وهو قرار يبدو ان السبسي تراجع عنه منذ ايام في انتظار الإعلان عنه رسميا خلال الساعات القليلة القادمة، الا ان السبسي لم يتردد في تجميد عضوية رجل الأعمال فوزي اللومي الذي اقر على المباشر بان الديمقراطية غائبة عن نداء تونس بناء على «تنصيب» السبسي لنجله دون استشارة الآخرين. ويتابع التونسيون بوجل ما يحدث صلب نداء تونس بعد ان كان عدد كبير منهم عبروا عن املهم في ان يكون النداء البديل المامول لحركة النهضة التي خيبت امال البعض ممن صوتوا لها في انتخابات 23 اكتوبر 2011، الا ان «البديل» خيب هو ايضا انتظارات الكثيرين من التجمعيين والدساترة وحتى اليساريين الذين باتوا يراقبون تصرفات زعيم النداء وقراراته الفردية التي دأب على اتخاذها وهو الذي تربى طوال عمره في احضان «الحزب الواحد» و»الراي الواحد» وتلظى بنيران الديكتاتورية الا انه شرب ماءها فارتوى وتعود «النيران الصديقة» ليطوعها كيفما يشاء.